استهلت مؤشرات البورصة المصرية تعاملات جلسة اليوم الأحد، وهي أولى جلسات الأسبوع، على تراجع جماعي حاد، وسط موجة من القلق سيطرت على المستثمرين نتيجة تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، عقب الضربة الأمريكية الأخيرة التي استهدفت مواقع داخل الأراضي الإيرانية، وشهدت البورصة خسائر قوية في أول خمس دقائق من التداولات، حيث فقد رأس المال السوقي نحو 33 مليار جنيه، لينخفض إلى مستوى 2.116 تريليون جنيه، ما يعكس حجم المخاوف التي أثرت على شهية المستثمرين تجاه المخاطرة.
هبوط جماعي للمؤشرات الرئيسية مع بداية التعاملات

جاءت المؤشرات الرئيسية في البورصة المصرية جميعها في المنطقة الحمراء، إذ سجل مؤشر “إيجي إكس 30″، الذي يقيس أداء أكبر 30 شركة من حيث السيولة والنشاط، تراجعًا بنسبة 1.46% ليصل إلى مستوى 29,805 نقطة، متأثرًا بموجة بيع واضحة من قبل المستثمرين الأفراد والمؤسسات على حد سواء.
وتواصلت الخسائر مع مؤشر “إيجي إكس 30 محدد الأوزان”، الذي يقيس أداء الشركات بعد احتساب أوزان نسبية لها، حيث هبط بنسبة 1.57% مسجلًا 36,933 نقطة. ولم يكن مؤشر “إيجي إكس 30 للعائد الكلي”، الذي يضم توزيعات الأرباح بالإضافة إلى حركة الأسهم، بمنأى عن التراجع، حيث انخفض بنسبة 1.36% ليصل إلى مستوى 13,395 نقطة.
الشركات الصغيرة والمتوسطة في مرمى الخسائر
امتدت موجة التراجع لتشمل أيضًا الأسهم المتوسطة والصغيرة، حيث فقد مؤشر “إيجي إكس 70 متساوي الأوزان”، الذي يضم الشركات المتوسطة والصغيرة بعد توزيع الأوزان بشكل متساوٍ، نحو 1.56% من قيمته ليسجل 8,720 نقطة.
وأما مؤشر “إيجي إكس 100 متساوي الأوزان”، الذي يعكس أداء 100 شركة مدرجة، فقد هبط بنسبة 1.7% ليصل إلى مستوى 11,874 نقطة، في إشارة إلى اتساع رقعة التراجع لتشمل مختلف القطاعات.
التوترات الجيوسياسية تهدد ثقة المستثمرين
تأتي هذه التراجعات في وقت بالغ الحساسية للأسواق، وسط أنباء عن تصعيد عسكري بين الولايات المتحدة وإيران، الأمر الذي تسبب في حالة من الذعر لدى المستثمرين المحليين والأجانب، ودفع الكثير منهم إلى اتخاذ مواقف دفاعية، سواء من خلال البيع العاجل أو التوجه نحو السيولة النقدية.
وبالرغم من متانة بعض المؤشرات الاقتصادية الداخلية، فإن التأثيرات النفسية للأحداث السياسية والعسكرية في المنطقة غالبًا ما تكون آنية وسريعة، كما أن استمرارها قد يلقي بظلاله على أداء السوق على المدى القصير.
ويتوقع محللون أن تظل حركة السوق تحت ضغوط التوترات الجيوسياسية خلال الجلسات المقبلة، ما لم تظهر مؤشرات تهدئة واضحة أو تطمينات من جانب القوى الكبرى.