نعى الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم ، الأمير الوليد بن خالد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، الذي وافته المنية بعد رحلة طويلة من الصبر والابتلاء، قضاها على سرير المرض، في محنةٍ عظيمة كانت أسرته خلالها مثالًا يُحتذى في الصبر والرضا والتسليم بقضاء الله.
وأعرب مفتي الجمهورية عن خالص تعازيه وصادق مواساته إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، و ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وإلى أسرة الفقيد الكريمة، وإلى الشعب السعودي الشقيق، سائلًا المولى عز وجل أن يتغمّده بواسع رحمته، وأن يجعل ما أصابه في ميزان حسناته، وأن يرفع درجته في عليين، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.”إنا لله وإنا إليه راجعون”.
الأمير النائم
ظل الأمير النائم يرقد في مركز طبي متخصص بالعاصمة السعودية الرياض، حيث تم تهيئة غرفة خاصة مزودة بأحدث الأجهزة الطبية لرعايته بعد تعرضه لحادث سير في لندن.
وطوال هذه السنوات، لم ترفع الأجهزة عن جسده، رغم تأكيدات الأطباء على “الموت السريري”، وذلك بسبب إيمان والده العميق بأن ابنه سيعود للحياة يومًا ما.
رغم إعلان وفاته، ظل سؤال هل استيقظ الأمير النائم؟ يتردد خلال السنوات الماضية، خاصة بعد تداول مقاطع فيديو تظهر استجابات بسيطة منه، كتحريك رأسه أو أصابعه، ما جعل البعض يعتقد أن هناك أملًا في استعادته للوعي.
كان الأمير يقود سيارته برفقة اثنين من أصدقائه بسرعة عالية عندما وقع الحادث الذي تسبب في إصابة بالغة في الرأس، ودخوله في غيبوبة شُخصت طبيًا على أنها “موت دماغي”.
وعلى الرغم من تأكيد الأطباء أن حالته ميؤوس منها، أصرّت أسرته، وعلى رأسها والده الأمير خالد، على إبقائه تحت الرعاية الطبية الكاملة، رافضة نزع أجهزة الإعاشة عنه.
ورغم طول أمد الغيبوبة، بقي الأمير الوليد حاضرًا في وجدان السعوديين، وتحولت قصته إلى واحدة من أبرز القصص الإنسانية المؤثرة في العالم العربي، لما تحمله من معاني الوفاء والصبر والإيمان، وسط تعاطف واسع ومتابعة مستمرة من الجمهور.