تشهد أسواق النفط العالمية حالة من الاستقرار الحذر، مع متابعة المستثمرين عن كثب للتطورات السياسية المتعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية، والتي ألقت بظلالها على التوازن بين العرض والطلب في السوق العالمي. فعلى الرغم من استمرار العقوبات المفروضة على الخام الروسي، إلا أن الأنباء حول محادثات سلام محتملة بين موسكو وكييف تبقي الأسواق في حالة ترقب دائم.
ويأتي هذا في وقت تتأثر فيه أسعار الخام أيضاً بعوامل داخلية في الولايات المتحدة، مثل الأعطال في بعض المصافي، إلى جانب بيانات المخزونات النفطية التي تظهر تراجعاً في المعروض، ما يوفر دعماً نسبياً للأسعار رغم الضغوط السياسية والاقتصادية.
أسعار النفط اليوم
سجلت عقود خام برنت الآجلة 65.90 دولارًا للبرميل، بارتفاع طفيف قدره 11 سنتًا، بينما ارتفعت عقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط لشهر سبتمبر بمقدار 5 سنتات لتصل إلى 62.40 دولارًا للبرميل. أما العقد الأكثر نشاطًا لشهر أكتوبر، فقد سجل 61.90 دولارًا للبرميل بزيادة 13 سنتًا.
وكانت الأسعار قد أنهت جلسة أمس على انخفاض تجاوز 1%، وسط تفاؤل بقرب التوصل إلى اتفاق سياسي قد يمهد لتخفيف العقوبات المفروضة على روسيا.
ترقّب التطورات السياسية
تعدّ المحادثات المرتقبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عاملاً رئيسيًا في تحديد اتجاه الأسواق.
وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يسعى لترتيب لقاء مباشر بين الجانبين، يعقبه قمة ثلاثية تضم قادة روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة، وربما تُعقد في بودابست بدعوة من رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.
ورغم هذه الجهود، يرى محللون أن فرص التوصل إلى حل سريع للأزمة تبدو ضعيفة، وهو ما يُبقي الأسواق في حالة من التوتر والترقب المستمر.
تأثير الأوضاع في الولايات المتحدة:
أعلنت شركة BP أن مصفاتها الضخمة في مدينة وايتنج بولاية إنديانا – بطاقة 440 ألف برميل يوميًا – تأثرت نتيجة الفيضانات الناجمة عن عاصفة رعدية، الأمر الذي قد يقلل من الطلب على الخام في المدى القريب.
بيانات المخزونات الأمريكية
أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي تراجع مخزونات الخام بمقدار 2.42 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 15 أغسطس.
كما تراجعت مخزونات البنزين بمقدار 956 ألف برميل، بينما ارتفعت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 535 ألف برميل ووفرت هذه البيانات دعماً للأسعار، في ظل استمرار الطلب القوي على الوقود والنفط في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للطاقة في العالم.