تشهد أسواق الذهب حالة من الترقب الحذر مع اقتراب كلمة رئيس الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، التي ستحدد ملامح السياسة النقدية المقبلة في الولايات المتحدة.
وتعد تصريحات باول عاملاً محورياً في حركة أسعار المعدن الأصفر، حيث تتأثر مباشرة بتوجهات أسعار الفائدة وتوقعات التضخم، الأمر الذي ينعكس على قرارات المستثمرين سواء بالشراء أو البيع.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه المستثمرون مخرجات ندوة “جاكسون هول”، يتوقع الخبراء أن تحمل الكلمة المرتقبة مؤشرات مهمة بشأن مستقبل أسعار الذهب محليًا وعالميًا، وسط توقعات بأن المعدن النفيس قد يسجل قفزات جديدة خلال الفترة القادمة.
تأثير كلمة باول على أسعار الذهب
أكد خبير أسواق المال أحمد معطي أن أي حديث من رئيس الفيدرالي حول رفع أسعار الفائدة يؤدي عادة إلى تراجع الذهب، بينما تدفع الإشارات إلى تثبيت أو خفض الفائدة إلى صعوده.
وأوضح أن توقعات التضخم تلعب دورًا أساسيًا في تحريك أسعار المعدن، مشيرًا إلى أن مستويات التضخم في أمريكا ما زالت أعلى من المستهدف، وهو ما قد يدفع باول إلى تلميحات باستمرار تشديد السياسة النقدية.
ندوة جاكسون هول والاحتمالات المقبلة
من جانبه، أشار محلل الأسواق في “كابيتال دوت كوم” كايل رودا، إلى أن الذهب ما زال متماسكًا رغم الضغوط، لكنه بحاجة إلى محفز جديد للارتفاع. واعتبر أن ندوة “جاكسون هول” تمثل الحدث الأبرز حاليًا، كونها قد تكشف عن مؤشرات مهمة حول إمكانية تيسير السياسة النقدية.
وأظهرت بيانات أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME أن الأسواق تسعر احتمالاً بنسبة 84% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل للفيدرالي.
مستقبل الذهب في مصر
محليًا، أوضح خبراء المشغولات الذهبية أن أسعار الذهب تشهد تباينًا في الفترة الأخيرة، مؤكدين أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على بعض الدول لم تؤثر على السوق حتى الآن، لأن الأسعار ما زالت تتحرك وفق آليات العرض والطلب.
وأضافوا أن المعروض من خام الذهب عالميًا بدأ في التراجع، خاصة مع استمرار الصين، أكبر منتج للذهب عالميًا، في شراء المعدن للاحتفاظ به وتنويع احتياطاتها بعيدًا عن الدولار، حيث استحوذت بكين على نحو 433 طنًا خلال عام 2025.
توقعات بارتفاعات قياسية
وتوقعوا خبيراء المشغولات الذهبية أن يرتفع سعر أوقية الذهب بنحو 400 دولار بنهاية الشهر الجاري، على أن يصل سعر جرام الذهب عيار 21 في مصر إلى 10 آلاف جنيه بحلول عام 2029، معتبرًا أن الوقت الحالي يعد مناسبًا للشراء.
وفي السياق ذاته، رفعت شركة الأبحاث “بي إم آي” التابعة لمجموعة “فيتش سولوشنز” توقعاتها لسعر الذهب في عام 2025 بمقدار 150 دولارًا، ليصل إلى مستوى 3250 دولارًا للأونصة، مما يعزز النظرة الإيجابية لمستقبل المعدن الأصفر.