يشهد سوق العملات المشفرة ضغوطًا متزايدة خلال الساعات الأخيرة، وسط حالة من الترقب والحذر تسود أوساط المستثمرين قبيل الكلمة المرتقبة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول في ندوة جاكسون هول الاقتصادية.
ويأتي هذا التراجع امتدادًا لموجة جني أرباح بدأت منذ وصول البيتكوين إلى مستويات قياسية في مطلع أغسطس، في وقت تتأرجح فيه توقعات الأسواق بشأن مستقبل السياسة النقدية الأمريكية.
فقد انخفض سعر البيتكوين بنسبة 0.9% ليصل إلى 112,943.4 دولار وقت إعداد التقرير، مما وسّع من خسائره الأسبوعية إلى نحو 4%. ولم يقتصر التراجع على البيتكوين وحده، بل شمل معظم العملات المشفرة الكبرى والبديلة، وهو ما يعكس اتساع نطاق الضغوط على القطاع الرقمي بأكمله.
أسباب تراجع البيتكوين
يرتبط التراجع الأخير بشكل وثيق بتغير التوقعات حيال خفض أسعار الفائدة الأمريكية. فقد أظهرت بيانات أداة “CME FedWatch” أن الأسواق تسعر الآن احتمالًا بنسبة 73.1% فقط لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر، مقارنة بأكثر من 90% قبل أسبوع واحد.
وجاء ذلك بعد صدور محضر اجتماع الفيدرالي الأمريكي الأخير، الذي كشف عن ميل غالبية الأعضاء للإبقاء على الفائدة مستقرة، إلى جانب تصريحات حذرة من رئيسه جيروم باول بشأن تأثير التعريفات التجارية على التضخم.
البيانات الاقتصادية تزيد الضغوط
إلى جانب ذلك، ساهمت البيانات الاقتصادية الأمريكية الأقوى من المتوقع – مثل مؤشرات مديري المشتريات لشهر أغسطس – في تعزيز المخاوف من استمرار سياسة التشديد النقدي لفترة أطول.
وتضع هذه المعطيات الأصول عالية المخاطر، وعلى رأسها العملات المشفرة، تحت ضغط إضافي نتيجة تراجع السيولة المتاحة للمضاربة.
حساسية البيتكوين تجاه السياسة النقدية
تُظهر تحركات البيتكوين حساسية شديدة تجاه قرارات الفيدرالي الأمريكي، إذ تكبد خسائر حادة خلال دورة رفع الفائدة 2022-2023، بينما استفاد بشكل واضح مع بداية دورة التيسير النقدي في 2024.
ويؤكد ذلك أن مستقبل البيتكوين لن ينفصل عن اتجاه السياسة النقدية، سواء تم خفض الفائدة في سبتمبر أو تم تثبيتها لفترة أطول.
نظرة مستقبلية
تبقى أنظار المستثمرين مركزة على كلمة باول المرتقبة في جاكسون هول، والتي ستحدد إلى حد بعيد مسار السيولة العالمية خلال الأشهر المقبلة.
وفي ظل هذه المعطيات، يبقى البيتكوين وبقية العملات المشفرة تحت رحمة الفيدرالي الأمريكي، بين احتمالات استمرار الضغوط أو عودة الزخم الصعودي.