شهدت البورصة المصرية، في ختام تعاملات جلسة أمس، حالة من النشاط الملحوظ عقب تطبيق التعديلات الناتجة عن المراجعة الدورية لمؤشر MSCI للأسواق الناشئة، والتي تم الإعلان عنها في السابع من أغسطس 2025، وبدأ العمل بها فعلياً مع نهاية جلسة الأمس، وقد انعكست هذه المراجعة على حركة التداولات داخل السوق، حيث شهدت الجلسة تقلبات واضحة سواء على مستوى قيم التعاملات أو اتجاهات المستثمرين.

وأكدت البورصة في بيان رسمي أن هذه الخطوة تأتي استكمالاً لنهجها القائم على تعزيز الشفافية والإفصاح، بما يضمن وضوح الصورة أمام المتعاملين والمستثمرين المحليين والأجانب، ويسهم في رفع كفاءة السوق وزيادة جاذبيته للاستثمارات.
نشاط ملحوظ في جلسة المزاد
جاءت جلسة المزاد لتشكل أبرز ملامح التداول خلال اليوم، حيث سجلت قيمة التعاملات نحو 893 مليون جنيه، بما يعادل حوالي 14% من إجمالي قيمة التعاملات اليومية التي اقتربت من مستوى 6 مليارات جنيه، ويعكس هذا الرقم الاهتمام الكبير من قبل المؤسسات وصناديق الاستثمار، التي عادةً ما تقوم بإعادة هيكلة محافظها الاستثمارية عقب أي تعديلات على المؤشرات العالمية.
وتشير هذه الأرقام إلى أن المستثمرين، سواء المحليين أو الأجانب، تفاعلوا بشكل واضح مع التغيرات المرتبطة بمراجعة مؤشر MSCI، حيث تتطلب تلك المراجعات عادةً إجراء عمليات دخول وخروج لأسهم محددة بما يتماشى مع المعايير الجديدة للمؤشر.
تراجع المؤشر الرئيسي EGX30
على الرغم من النشاط الملحوظ في السيولة وأحجام التداول، إلا أن المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية EGX30 أغلق جلسة الأمس على تراجع بلغت نسبته 1.26%، في إشارة إلى الضغوط البيعية التي صاحبت عمليات إعادة الهيكلة الاستثمارية، ويعد هذا التراجع انعكاساً طبيعياً لحالة إعادة التوازن التي يشهدها السوق في أعقاب التغيرات على مؤشرات المتابعة الدولية.
ويُذكر أن المراجعات الدورية للمؤشرات العالمية مثل MSCI لها تأثير مباشر على تدفقات رؤوس الأموال، إذ تعتمد العديد من الصناديق الاستثمارية العالمية على هذه المؤشرات كمعيار لتحديد مكونات محافظها.
وبالتالي، فإن أي تعديل في تركيبة المؤشر قد يؤدي إلى خروج استثمارات من أسهم معينة ودخول أخرى، وهو ما يفسر التحركات الملحوظة في السوق المصري خلال جلسة الأمس.
أهمية المراجعات الدورية للمستثمرين
يرى خبراء أسواق المال أن هذه التعديلات، رغم تأثيرها قصير المدى الذي قد يظهر في صورة تقلبات أو تراجعات مؤقتة للمؤشرات، إلا أنها تسهم على المدى الطويل في تعزيز كفاءة السوق وجاذبيته للاستثمارات الأجنبية، كما أنها تعكس مدى التزام البورصة المصرية بمعايير الشفافية والحوكمة التي تشكل عاملاً أساسياً في جذب رؤوس الأموال العالمية.
وبذلك، يمكن القول إن جلسة الأمس كانت استثنائية من حيث حجم التفاعل مع التغيرات التي فرضتها المراجعة الدورية لمؤشر MSCI، وهو ما سيظل يلقي بظلاله على تعاملات الأيام المقبلة حتى تستقر المحافظ الاستثمارية عند توازن جديد يعكس المعطيات الحالية للسوق المصري.