شهد سوق النقل التشاركي في مصر خلال السنوات الأخيرة حالة من التغيرات المستمرة، نتيجة الضغوط الاقتصادية وارتفاع تكاليف التشغيل، وعلى رأسها أسعار الوقود والخدمات المرتبطة به.
وفي ظل هذه التحديات، أعلنت شركة “أوبر” مصر، الرائدة في خدمات النقل الذكي عبر تطبيقات الهواتف المحمولة، عن زيادة جديدة في أسعار رحلاتها داخل القاهرة والإسكندرية بنسبة تصل إلى نحو 10% في المتوسط. وتأتي هذه الخطوة ضمن ما وصفته الشركة بعملية “مراجعة دورية للأسعار” تهدف إلى مواكبة الظروف الحالية وضمان استمرارية الخدمة.
وتعد الزيادة الأخيرة الثالثة خلال العام الجاري فقط، حيث أقرت “أوبر” زيادتين سابقتين خلال شهري أبريل ويوليو 2025، ما يعكس حجم التغيرات التي يشهدها القطاع، ويطرح تساؤلات عدة حول مستقبل أسعار خدمات النقل الذكي في السوق المصرية، ومدى قدرة الركاب على تحمل أعباء إضافية مقابل الحفاظ على جودة الخدمة وتوفير دخل عادل للسائقين.
تفاصيل زيادة أسعار رحلات أوبر
أخطرت “أوبر” سائقيها في رسالة رسمية أن رفع التعريفة الأخيرة يتيح لهم تحقيق هامش ربح أكبر من كل رحلة، وهو ما يسهم في تحفيز الكباتن على الاستمرار في تقديم الخدمة بجودة عالية.
وأوضحت الشركة أن المراجعة شملت أيضًا تعديل أسعار أوقات الذروة والرحلات الطويلة، بما يضمن استفادة السائقين من فترات ارتفاع الطلب، وتحقيق دخل أعلى عند القيادة لمسافات طويلة.
الأسباب وراء الزيادة الجديدة
أرجعت الشركة هذه الزيادات إلى الضغوط الاقتصادية التي يشهدها قطاع النقل التشاركي، خاصة مع ارتفاع أسعار الوقود والخدمات بشكل متكرر، وهو ما ينعكس مباشرة على تكلفة التشغيل.
وأكدت “أوبر” أن قراراتها تركز على تحقيق التوازن بين مصلحة الركاب والسائقين، بحيث يتمكن الكباتن من تغطية تكاليفهم التشغيلية والحصول على عوائد مجزية، وفي الوقت نفسه استمرار الخدمة بجودة تلبي توقعات العملاء.
أسعار البنزين والسولار في مصر
تتزامن هذه الزيادة مع استمرار العمل بالأسعار الحالية للوقود، والتي جاءت على النحو التالي:
- بنزين 95: 19 جنيهًا للتر.
- بنزين 92: 17.25 جنيهًا للتر.
- بنزين 80: 15.75 جنيهًا للتر.
- السولار والكيروسين: 15.5 جنيهًا للتر.
هذه الأسعار تشكل ضغطًا إضافيًا على شركات النقل والسائقين، ما يفسر توجه الشركات نحو مراجعة مستمرة للتعريفة.
مستقبل النقل التشاركي في مصر
مع تكرار الزيادات خلال العام الجاري، يبدو أن قطاع النقل التشاركي في مصر أمام تحديات متصاعدة. فبينما يسعى السائقون إلى الحفاظ على دخل يغطي التكاليف ويحقق ربحًا معقولًا، يظل الركاب أمام ضغوط مالية نتيجة ارتفاع الأسعار بشكل متكرر. ويبقى التوازن بين الطرفين هو التحدي الأكبر أمام الشركات، التي تعمل على تطوير استراتيجيات تسعير تواكب الواقع الاقتصادي دون أن تؤدي إلى فقدان ثقة العملاء.