يشهد قطاع النقل في مصر تحولًا تاريخيًا مع وصول الدفعة الأولى من القطارات الجديدة إلى مصانع شركة نيرك بشرق بورسعيد، وذلك في صورة نصف مُصنَّعة. وتأتي هذه الخطوة في إطار خطة الدولة لتوطين صناعة وسائل الجر الكهربائي، حيث تهدف المرحلة الحالية إلى تدريب المهندسين والعمال داخل المصنع على أحدث تقنيات التصنيع، تمهيدًا للانتقال تدريجيًا إلى مرحلة الإنتاج الكامل محليًا في المستقبل القريب.
ويُعد هذا التطور بداية رسمية لعصر جديد تتوقف فيه مصر عن الاعتماد على استيراد القطارات من الخارج، وتتحول إلى دولة مصنِّعة تمتلك قدراتها الذاتية في هذا المجال الاستراتيجي.
صفقات استراتيجية لتعزيز التصنيع المحلي
حتى الآن، نجحت شركة نيرك في الفوز بصفقتين مهمتين لتصنيع 61 قطار مترو حديث مكيف، منها قطارات مخصصة لصالح مشروعات مترو القاهرة الكبرى وأخرى لمشروع مترو الإسكندرية الجديد.
هذه الصفقات لا تعكس فقط الثقة في قدرات المصنع الوليد، بل تمثل أيضًا خطوة محورية في تحقيق الاكتفاء الذاتي من القطارات المخصصة لشبكات المترو داخل مصر، بما يواكب التوسع الجاري في مشروعات النقل الجماعي.
التوسع نحو الأسواق الإقليمية
لم يتوقف طموح نيرك عند حدود السوق المحلية، بل وضعت الشركة خطة للتوسع في اقتناص صفقات أخرى على المستوى الإقليمي. وتهدف إلى توريد القطارات المصرية إلى مشروعات المترو في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، مستفيدة من الموقع الاستراتيجي لمصر وقدراتها المتنامية في قطاع الصناعات الثقيلة والنقل. هذه الخطوة من شأنها أن تجعل من مصر مركزًا إقليميًا لتصنيع وتصدير القطارات خلال السنوات القادمة.
عصر جديد لتوطين صناعة الجر الكهربائي
مع بدء تشغيل مصانع نيرك، تدخل مصر مرحلة جديدة عنوانها توطين صناعة وسائل الجر الكهربائي، وهو ما يضمن تلبية احتياجات جميع خطوط المترو المستقبلية داخل القاهرة وخارجها.
وبذلك تنتهي مرحلة التعاقدات الخارجية الطويلة الأمد مع الشركات الأجنبية، ليصبح الاعتماد الأساسي على الإنتاج المحلي المدعوم بخبرات وكفاءات مصرية مدرَّبة. هذا التحول يعكس توجه الدولة نحو تعزيز الصناعات الوطنية وتقليل فاتورة الاستيراد، بما يتماشى مع خطط التنمية الشاملة ورؤية مص