تشهد أسواق النفط العالمية حالة من الترقب والقلق بعد صدور بيانات رسمية عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أظهرت ارتفاعًا غير متوقع في مخزونات النفط الخام خلال الأسبوع المنتهي في 5 سبتمبر 2025.
جاء هذا التطور مخالفًا لتقديرات الأسواق التي رجحت تراجع المخزونات، ليضع المتعاملين أمام معطيات جديدة تعكس اختلال التوازن بين المعروض والطلب في واحدة من أكثر الفترات حساسية بالنسبة لأسواق الطاقة العالمية.
ارتفاع المخزونات رغم التوقعات السلبية
أوضحت البيانات أن المخزونات الأمريكية ارتفعت بنحو 3.9 مليون برميل، في حين كانت التقديرات تشير إلى انخفاض يقارب 1.9 مليون برميل.
وجاء هذا الارتفاع المفاجئ بعد أسبوع سابق شهد تراجعًا بلغ 2.4 مليون برميل، وهو ما جعل المحللين يعتبرون القراءة الحالية إشارة سلبية تزيد الضغوط على الأسعار العالمية.
أسعار النفط تستجيب فورًا للبيانات
عقب صدور البيانات، ارتفعت أسعار العقود الفورية لخام غرب تكساس الوسيط لتقترب من 63.36 دولارًا للبرميل، مدفوعة بموجة من المضاربات وحالة الترقب لأي مؤشرات جديدة تتعلق بمستويات العرض والطلب على الخام عالميًا.
زيادة في مخزونات البنزين والمقطرات
لم يقتصر الأمر على النفط الخام فحسب، إذ أظهرت البيانات ارتفاع مخزونات البنزين الأمريكية بمقدار 1.5 مليون برميل، بالتزامن مع صعود مخزونات المقطرات – التي تشمل الديزل وزيت التدفئة – بنحو 4.7 مليون برميل.
ويعكس ذلك زيادة واضحة في المعروض من المنتجات النفطية المكررة، الأمر الذي قد يضغط على هوامش المصافي خلال الفترة المقبلة.
انعكاسات عالمية على الأسواق الاقتصادية
وفقًا لـ”رويترز”، فإن مخزونات النفط الأمريكية تُعد أحد أبرز المؤشرات التي تؤثر مباشرة على أسعار الخام العالمية. فارتفاعها يشير عادة إلى وفرة في المعروض، بينما يعكس تراجعها زيادة في الاستهلاك أو نقصًا في الإمدادات.
وبالتالي فإن هذه البيانات الأخيرة قد تزيد من حدة التقلبات السعرية، خصوصًا في ظل تباطؤ النشاط الصناعي في عدد من الاقتصادات الكبرى، وارتفاع المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود.
البنوك المركزية تحت ضغط جديد
يشير المحللون إلى أن أي تغير في مستويات المخزونات الأمريكية قد ينعكس بشكل مباشر على تكاليف الإنتاج ومعدلات التضخم، وهو ما قد يدفع البنوك المركزية الكبرى إلى مراجعة سياساتها النقدية خلال المرحلة المقبلة. ويعني ذلك أن سوق النفط لم يعد مجرد ملف اقتصادي، بل أصبح عاملاً مؤثرًا في القرارات المالية العالمية، لاسيما في ظل حالة الضبابية المحيطة بمستقبل الطلب على الطاقة.