شهدت أسواق مواد البناء في مصر اليوم الخميس 11 سبتمبر 2025 حالة من الاستقرار الواضح في أسعار الحديد، وذلك بعد موجة الزيادات التي شهدتها الأسواق خلال الأشهر الماضية، ويأتي هذا الاستقرار في وقتٍ يترقب فيه التجار والمستهلكون إعلان الشركات عن الأسعار الرسمية الجديدة خلال الشهر الجاري، وسط توقعات بحدوث تحركات طفيفة في الأسعار خلال الفترة المقبلة.

ويعد الحديد أحد أهم المدخلات الرئيسية في قطاع التشييد والبناء، مما يجعل أسعار هذه المادة الحيوية ذات تأثير مباشر على السوق العقارية وحركة المشاريع العمرانية في مصر.
استقرار ملحوظ بعد موجة الارتفاعات الأخيرة
أكد أحمد الزيني، رئيس شعبة مواد البناء بالاتحاد العام للغرف التجارية بالقاهرة، أن أسعار الحديد واصلت استقرارها في السوق المحلي، حيث حافظت الشركات والموزعون على نفس المستويات السعرية التي تم تثبيتها عقب الزيادة الأخيرة. وأوضح الزيني أن استقرار الأسعار يرجع إلى هدوء الطلب النسبي بالسوق المحلي خلال الفترة الماضية، بالتزامن مع تراجع عمليات البناء الكبيرة.
وأضاف أن سعر الطن لدى الموزعين يتراوح بين 39,200 جنيه إلى 40,000 جنيه، وهو السعر النهائي الذي يصل إلى المستهلك بعد إضافة تكاليف النقل وهوامش التوزيع، والتي تختلف من محافظة لأخرى، وأشار إلى أن السوق المصرية تنتظر ما ستقرره شركات الحديد من تسعيرات جديدة خلال سبتمبر الجاري، والتي قد تحمل تغيرات طفيفة مرتبطة بتحركات أسعار الخام في الأسواق العالمية، إلى جانب تكاليف الشحن والوقود محليًا.
تفاصيل أسعار الحديد اليوم في مصر
سجلت أسعار الحديد في السوق المحلي مستويات متباينة وفقًا لاسم الشركة المُنتجة، وذلك على النحو التالي:
حديد عز: 38,800 جنيه للطن.
حديد بشاي: 38,600 جنيه للطن.
حديد المصريين: 38,500 جنيه للطن.
حديد الجارحي: 36,000 جنيه للطن.
كما تراوحت أسعار الحديد تسليم أرض المصنع بين 38,200 جنيه و38,500 جنيه للطن في معظم الشركات، بينما يصل السعر إلى المستهلك بزيادة تصل إلى حوالي ألف جنيه للطن في بعض المحافظات، وهو ما يرفع متوسط سعر البيع النهائي ليبلغ 40,000 جنيه تقريبًا.
الحديد بين الاستقرار والترقب
تُعد أسعار الحديد من أهم المؤشرات التي تهم شريحة واسعة من المواطنين، خاصة أولئك المقبلين على البناء أو التجديد، إلى جانب المقاولين وشركات التطوير العقاري، فالحديد يمثل الركيزة الأساسية في أي مشروع إنشائي، وأي تغير في سعره ينعكس مباشرة على تكاليف البناء وأسعار الوحدات السكنية والتجارية.
ويرى خبراء مواد البناء أن استمرار الأسعار عند مستوياتها الحالية قد يمنح السوق فترة من الهدوء النسبي، لكنه لن يستمر طويلًا في ظل ارتباط السوق المصري بتحركات الأسواق العالمية من خام الحديد والبليت، إلى جانب التغيرات المستمرة في أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الجنيه.
كما أن الطلب المحلي يظل عنصرًا مهمًا في تحديد اتجاهات الأسعار، حيث يؤدي ارتفاع وتيرة المشاريع القومية أو الخاصة إلى زيادة الضغط على المعروض ورفع الأسعار، بينما يساهم تباطؤ النشاط في تثبيت الأسعار أو حتى خفضها بشكل محدود.
متوسطات الأسعار بالسوق
يمكن القول إن متوسط سعر الطن من الحديد في السوق المصرية اليوم يبلغ نحو 38,200 جنيه تسليم المصنع، بينما يصل السعر النهائي إلى المستهلك في بعض المحافظات إلى ما يتجاوز 40,000 جنيه، وهو فارق يعكس اختلاف تكاليف النقل وأجور العمالة وهوامش ربح الموزعين في كل منطقة.
ويظل السوق في حالة ترقب لما ستعلنه الشركات المنتجة خلال الأيام المقبلة من أسعار جديدة، إذ قد تشهد زيادات طفيفة وفقًا لعوامل العرض والطلب وتغيرات السوق العالمي.
وبذلك يبقى الحديد سلعة استراتيجية وحيوية في الاقتصاد المصري، ليس فقط بوصفه مادة أساسية في البناء، ولكن أيضًا كمؤشر على حالة السوق العقارية وحجم النشاط الاقتصادي في البلاد.