تشهد أسواق مواد البناء في مصر حالة من الاستقرار الملحوظ في أسعار الحديد، اليوم الاثنين 15 سبتمبر 2025، وذلك بعد سلسلة من التغيرات التي شهدتها السوق خلال الأشهر الماضية. ويأتي هذا الاستقرار وسط حالة من الترقب بين التجار والمستهلكين، انتظارًا لتحديد الأسعار الرسمية الجديدة لشهر سبتمبر، خاصةً مع تزايد الحديث عن إمكانية حدوث تحرك طفيف في الأسعار خلال الفترة المقبلة.
استقرار الأسعار عند مستويات مرتفعة

وفقًا للتقارير الصادرة عن شعبة مواد البناء بالغرفة التجارية بالقاهرة، أكد أحمد الزيني رئيس الشعبة أن أسعار الحديد لدى المصانع والموزعين ما زالت مستقرة منذ الزيادة الأخيرة، حيث حافظت الشركات على أسعار البيع دون تغيير يذكر. وتراوح سعر طن الحديد اليوم بين 38 ألف جنيه إلى 38.5 ألف جنيه تسليم أرض المصنع، بينما يصل إلى المستهلك بزيادة تقارب الألف جنيه للطن، وهو ما يجعل سعر الطن لدى الموزعين يتراوح بين 39.2 ألف جنيه و40 ألف جنيه باختلاف المحافظات والشركات المنتجة.
ويعتمد الكثير من المقاولين والمواطنين على هذا الاستقرار لاتخاذ قرارات الشراء والتنفيذ في المشروعات العمرانية، خاصةً أن الحديد يعد من أكثر الخامات الاستراتيجية في قطاع البناء، ولا غنى عنه في أي مشروع إنشائي.
تفاوت أسعار الشركات المنتجة للحديد
تشير البيانات الرسمية إلى وجود تباين بين أسعار الشركات المنتجة للحديد في مصر، وهو أمر طبيعي في ظل اختلاف تكاليف الإنتاج وسياسات التسعير الخاصة بكل شركة. وتتمثل أبرز الأسعار المعلنة اليوم على النحو التالي:
حديد عز: 38,800 جنيه للطن.
حديد بشاي: 38,600 جنيه للطن.
حديد المصريين: 38,500 جنيه للطن.
حديد الجارحي: 36,000 جنيه للطن.
وتُظهر هذه الأرقام أن هناك استقرارًا عامًا مع فارق بسيط بين الشركات الكبرى في السوق، بينما تبقى الأسعار لدى بعض الموزعين أعلى من المصنع بما يقارب 1000 – 1500 جنيه للطن بسبب تكاليف النقل والتوزيع وهامش الربح.
متوسط الأسعار وتوقعات السوق
بوجه عام، يتراوح متوسط أسعار الحديد في مصر اليوم ما بين 38,200 جنيه و38,500 جنيه للطن تسليم أرض المصنع، وهو مستوى سعري استقر عنده السوق خلال الشهرين الماضيين. أما بالنسبة للمستهلك النهائي، فيصل السعر إلى حدود 40 ألف جنيه للطن في عدد من المحافظات، وهو ما يضع عبئًا إضافيًا على شركات المقاولات والمواطنين الراغبين في البناء أو التشطيب.
ويرى خبراء مواد البناء أن هذا الاستقرار لا يعني بالضرورة استمرار الأسعار عند نفس المستويات لفترة طويلة، إذ من المتوقع أن تشهد السوق تحركًا جديدًا في الأسعار مع إعلان التسعيرة الرسمية للشهر الجاري. وتظل العوامل المؤثرة مثل أسعار خامات الحديد العالمية، وتكلفة الشحن، وسعر صرف الدولار أمام الجنيه، هي المحدد الأساسي لاتجاه السوق في الفترة المقبلة.
أهمية الحديد في قطاع التشييد
لا يخفى على أحد أن الحديد يمثل حجر الأساس في عمليات البناء والتشييد، إذ يُعتمد عليه في تشييد الأبراج السكنية، والطرق، والكباري، والمشروعات القومية الكبرى. وبالتالي فإن أي تغير في أسعاره ينعكس مباشرة على تكلفة البناء في مصر، وعلى أسعار الوحدات السكنية والمشروعات العقارية.
ويؤكد عدد من التجار والموزعين أن استقرار الأسعار حاليًا يمنح فرصة أكبر لتنشيط حركة البيع والشراء، لكنهم يتوقعون أن تشهد السوق حالة من الزخم مع صدور الأسعار الجديدة، والتي قد تكون في اتجاه الصعود بشكل طفيف أو الاستمرار عند نفس المستويات المرتفعة الحالية.
وفي الختام، يمكن القول إن سوق الحديد في مصر يقف حاليًا عند مفترق طرق؛ فإما أن يواصل استقراره خلال الفترة المقبلة، أو يشهد تحركات سعرية جديدة مرتبطة بالعوامل الاقتصادية المحلية والعالمية. وفي كل الأحوال يظل الحديد أحد أهم السلع الاستراتيجية التي تهم كل بيت وكل مشروع عمراني في مصر.