شهدت أسعار النفط العالمية تراجعًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، بعد مكاسب تجاوزت 1% في الجلسة السابقة مدفوعة بمخاوف من اضطرابات محتملة في الإمدادات الروسية.
وتستمر التوترات الجيوسياسية في لعب دور رئيسي في دعم الأسعار رغم التراجع الطفيف، حيث يترقب المستثمرون عن كثب نتائج اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي الذي يُعقد يومي 16 و17 سبتمبر الجاري، وسط توقعات واسعة بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وهو ما قد يحفز النشاط الاقتصادي ويزيد الطلب على الطاقة.
وتشير بيانات السوق إلى أن الأسعار لا تزال مدعومة بعوامل المخاطر المرتبطة بالهجمات بالطائرات المسيرة على البنية التحتية النفطية الروسية، في الوقت الذي تحذر فيه شركات النفط الروسية من احتمالية خفض الإنتاج.
ومع استمرار الضبابية في أسواق الطاقة العالمية، يتوقع الخبراء استمرار حالة التذبذب في الأسعار خلال الفترة المقبلة، في ظل مزيج من المخاطر الجيوسياسية وسياسات أوبك+ والقرارات النقدية الأمريكية.
أسعار النفط اليوم
انخفضت عقود خام برنت الآجلة بـ14 سنتًا أو ما يعادل 0.2% لتصل إلى 68.33 دولارًا للبرميل، في حين هبط خام غرب تكساس الوسيط بنفس النسبة ليسجل 64.39 دولارًا للبرميل.
يأتي هذا التراجع بعد ارتفاع تجاوز 1% في الجلسة السابقة نتيجة المخاوف من اضطراب الإمدادات الروسية.
إمدادات النفط الروسية
أفادت مصادر صناعية أن شركة خطوط أنابيب النفط الروسية “ترانسنفت” حذرت المنتجين من احتمال الحاجة إلى خفض الإنتاج بسبب الهجمات الأوكرانية بالطائرات المسيرة على الموانئ والمصافي الرئيسية المخصصة للتصدير.
ووفقًا لكبير محللي النفط لدى مجموعة بورصة لندن، إيمريل جميل، فإن السوق يركز بشكل كبير على التوترات الجيوسياسية واحتمالات حدوث اضطرابات في الإمدادات الروسية، وهو ما يبقي الأسعار مرتفعة نسبيًا رغم التراجع الطفيف.
ترقب قرار الفيدرالي الأمريكي
يراقب المستثمرون اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي، الذي يعقد يومي 16 و17 سبتمبر، وسط توقعات قوية بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. ومن المنتظر أن يشارك في الاجتماع عضو جديد، ستيفن ميران، القادم من إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، في حين تواجه العضو ليزا كوك ضغوطًا من الرئيس الأمريكي لمحاولة إقالتها.
تأثير خفض الفائدة على الطلب
تقول بريانكا ساشديفا، كبيرة المحللين في شركة فيليب نوفا، إن تخفيض الفائدة من المتوقع أن يقلل تكاليف الاقتراض ويعزز النشاط الاقتصادي، مما سيؤدي بدوره إلى زيادة الطلب على الوقود.
وأضافت أن ارتفاع أسعار النفط في الجلسات الأخيرة كان مدعومًا بالمخاوف الجيوسياسية ومخاطر الإمدادات، لكنها حذرت في الوقت نفسه من أن زيادة إنتاج منظمة أوبك+ قد تؤدي إلى فائض كبير في الإمدادات العالمية خلال النصف الثاني من عام 2025.