خفّض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، لتستقر في نطاق يتراوح بين 4% و4.25%، وهو أول خفض يقره خلال عام 2025. ويأتي القرار في ظل تصاعد الضغوط الاقتصادية وتنامي المطالب السياسية بخفض الفائدة لدعم النمو الاقتصادي، خاصة مع ارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات غير مسبوقة منذ بداية العام.
وقد أبقى الفيدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة دون تغيير طوال الاجتماعات السابقة منذ بداية 2025، بعد أن كان قد خفضها في العام الماضي بمقدار 100 نقطة أساس.
وتعد هذه الخطوة بمثابة بداية دورة جديدة من التيسير النقدي تستهدف تحفيز الاقتصاد ومواجهة الضغوط التضخمية التي بدأت تقلق الأسواق والمستثمرين.
تطورات غير مسبوقة في اجتماع الفيدرالي
شهد اجتماع اليوم الأربعاء أحداثًا استثنائية سبقت انعقاده، أبرزها دخول عضوين جديدين إلى تشكيل المجلس قبل ساعات من بدء الجلسة.
فقد أدى ستيفن ميران، المرشح من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليمين الدستورية قبل أقل من ساعة من الاجتماع.
وتمكنت ليزا كوك من حضور الجلسة بعد صدور حكم عاجل من محكمة الاستئناف أعادها إلى منصبها وأوقف مساعي الإدارة الحالية لإقصائها.
وأضفت هذه التغييرات المفاجئة بعدًا سياسيًا قويًا على اجتماع الفيدرالي الأخير، وزادت من أهمية القرارات الصادرة عنه.
التضخم يصل إلى 2.9% في أغسطس
أظهرت بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي تسارع وتيرة التضخم في أغسطس ليسجل معدلًا سنويًا بلغ 2.9%، وهو الأعلى منذ يناير الماضي، مقارنة بـ 2.7% خلال شهري يونيو ويوليو.
كما ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.4% في أغسطس، متجاوزًا التوقعات التي أشارت إلى زيادة قدرها 0.3% فقط، في إشارة إلى استمرار الضغوط السعرية على المستهلكين.
كذلك أظهرت بيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي ارتفاع معدل التضخم الأساسي على مدار 12 شهرًا حتى أغسطس بنسبة 3.1%، بينما ارتفع مؤشر الطاقة الشهري بنسبة 0.7%، مدفوعًا بزيادة أسعار البنزين بمقدار 1.9%.
ترامب يضغط.. وباول يستجيب
خلال الأشهر الماضية، شهدت الساحة الاقتصادية الأمريكية صراعًا علنيًا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الفيدرالي جيروم باول، حيث طالب ترامب بخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر لدعم الاقتصاد قبل الانتخابات المقبلة.
وقد جاء خفض الفائدة اليوم بمثابة استجابة جزئية لهذه المطالب، ما قد يفتح الباب أمام خفض تدريجي للفائدة خلال الفترة المقبلة وحتى عام 2026، بحسب توقعات الأسواق.