سجلت البورصة المصرية أداءً إيجابيًا في ختام تعاملات جلسة يوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025، إذ ارتفعت مؤشرات السوق بشكل جماعي، لتعوض جزءًا من الخسائر التي منيت بها خلال جلسة الثلاثاء السابقة. وجاء هذا الصعود مدعومًا بمشتريات المؤسسات المحلية والأجنبية التي أعادت الزخم لحركة التداولات، مما انعكس على رأس المال السوقي الذي ربح ما يقرب من 6.111 مليار جنيه ليغلق عند مستوى 2.494.452 تريليون جنيه.

وكانت مؤشرات البورصة قد شهدت أمس تراجعًا جماعيًا حادًا، حيث خسر رأس المال السوقي ما يزيد عن 32.277 مليار جنيه، ليغلق عند 2.488.341 تريليون جنيه، متأثرة بضغوط بيعية لجني الأرباح، خاصة بعد موجة صعود قوية في الجلسات السابقة. إلا أن جلسة اليوم جاءت لتغير المسار مؤقتًا نحو الاتجاه الأخضر.
أداء المؤشرات الرئيسية في البورصة
أغلق المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية “إيجي إكس 30” على ارتفاع بلغت نسبته 0.38%، ليصل إلى مستوى 34,974 نقطة، وهو ما يعكس حالة من التفاؤل الحذر لدى المستثمرين تجاه الأسهم القيادية.
كما سجل مؤشر “إيجي إكس 30 محدد الأوزان” زيادة طفيفة بلغت 0.16% ليغلق عند مستوى 42,771 نقطة، بينما صعد مؤشر “إيجي إكس 30 للعائد الكلي” بنسبة 0.41% مسجلًا 15,718 نقطة عند الإغلاق.
ويُظهر هذا الأداء أن السوق لا يزال يشهد عمليات متوازنة بين قوى الشراء والبيع، حيث تحاول المؤسسات الاستثمارية ضخ سيولة جديدة لدعم الأسهم الكبرى، في وقت لا يزال فيه المستثمر الفردي حذرًا في ظل تقلبات الأسعار وتذبذب أحجام التداول.
تحسن مؤشرات الشركات الصغيرة والمتوسطة
لم يقتصر الارتفاع على الأسهم القيادية فقط، بل امتد ليشمل أيضًا أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة. فقد ارتفع مؤشر “إيجي إكس 70 متساوي الأوزان” بنسبة 0.2%، ليغلق عند مستوى 10,612 نقطة، وهو ما يعكس وجود اهتمام من جانب المستثمرين بهذه الشريحة من الأسهم التي عادةً ما تتسم بنشاط أكبر في التداولات اليومية.
كما زاد مؤشر “إيجي إكس 100 متساوي الأوزان” بنسبة 0.22%، ليغلق عند مستوى 14,065 نقطة، ما يعكس توازنًا نسبيًا بين صعود الأسهم القيادية وصعود أسهم الشركات الأصغر، وهو ما قد يساعد السوق على الحفاظ على وتيرة متوسطة من النشاط خلال الجلسات المقبلة.
المشهد العام للسوق
يمكن القول إن البورصة المصرية خلال الأسبوع الجاري تمر بحالة من التذبذب الواضح بين الصعود والهبوط، وهو ما ظهر جليًا بين جلستي الثلاثاء والأربعاء. ففي حين خسر السوق في جلسة الأمس أكثر من 32 مليار جنيه من قيمته السوقية بسبب ضغوط بيعية لجني الأرباح، تمكن اليوم من استرداد جزء بسيط من هذه الخسائر بارتفاع رأس المال السوقي بأكثر من 6 مليارات جنيه.
ويرى محللون أن هذا الأداء يعكس حالة من الترقب لدى المستثمرين تجاه الأخبار الاقتصادية العالمية والمحلية، خاصة مع استمرار ارتفاع أسعار الفائدة عالميًا، وتأثيرها على حركة السيولة في الأسواق الناشئة. كما أن تذبذب أسعار الصرف محليًا يظل عاملًا مؤثرًا في توجهات المستثمرين، سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات.
توقعات الجلسات القادمة
يتوقع خبراء السوق أن تستمر حالة التباين خلال الجلسات المقبلة، حيث من المرجح أن يظل المؤشر الرئيسي يتحرك في نطاق عرضي، مدعومًا بعمليات شراء انتقائية من المؤسسات، في حين قد يشهد السوق ضغوطًا بيعية من المستثمرين الأفراد الذين يسعون لتحقيق أرباح سريعة.
ويشير المحللون إلى أن استمرار ضخ السيولة المؤسسية في الأسهم القيادية قد يدعم المؤشر الرئيسي لاختبار مستويات أعلى خلال الفترة المقبلة، إلا أن أي تراجع حاد في أحجام التداول أو عودة الضغوط البيعية قد يعيد السوق مرة أخرى إلى المسار الهابط.
في المجمل، يمكن القول إن البورصة المصرية تمكنت اليوم من تحقيق مكاسب محدودة لكنها مهمة بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها أمس، ما يعكس قدرة السوق على امتصاص الصدمات والتفاعل الإيجابي مع القوى الشرائية، لكنه يظل بحاجة إلى محفزات اقتصادية قوية للحفاظ على استقراره ودعم استمرارية الصعود.