شهدت أسعار النفط العالمية اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025، تراجعًا طفيفًا خلال التعاملات الصباحية بالبورصات العالمية، في ظل استمرار المخاوف الاقتصادية الأمريكية التي طغت على تأثيرات قرار خفض الفائدة الأخير.
ورغم التراجع الحاد في مخزونات الخام الأمريكية وانخفاض صافي الواردات إلى مستوى قياسي، إلا أن البيانات المتعلقة بالمقطرات أثارت قلق الأسواق بشأن تباطؤ الطلب على الوقود في الولايات المتحدة، وهو ما ألقى بظلاله على الأسعار.
تأثرت الأسواق أيضًا بالتطورات الجيوسياسية المتسارعة، حيث أعلنت أوكرانيا عن استهدافها لمجمع رئيسي لمعالجة النفط والبتروكيماويات ومصفاة في روسيا، في إطار حملة متصاعدة لتعطيل صناعة الطاقة الروسية، وهو ما يزيد من حالة عدم اليقين في أسواق الطاقة العالمية.
وفي المقابل، أعلنت وزارة المالية الروسية عن آلية جديدة لحماية الموازنة العامة من تقلبات أسعار النفط والعقوبات الغربية، في محاولة لتخفيف تداعيات تذبذب الأسعار على الاقتصاد الروسي.
تراجع أسعار النفط في البورصات العالمية
سجّل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم أكتوبر انخفاضًا بنسبة 0.24% ليصل إلى 63.42 دولارًا للبرميل، بينما تراجع خام برنت القياسي تسليم نوفمبر بنسبة 0.12% مسجلًا 67.36 دولارًا للبرميل.
وفي بورصة طوكيو، هبط سعر النفط الخام تسليم سبتمبر بمقدار 220 ينًا ليستقر عند 65,200 ين لكل كيلولتر، بتراجع بلغت نسبته 0.34%.
كما انخفض سعر الغاز الطبيعي الأمريكي تسليم أكتوبر بنسبة 0.20% ليصل إلى 2.93 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
مخزونات النفط الأمريكية تدعم الأسعار جزئيًا
أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الصادرة الأربعاء الماضي انخفاضًا حادًا في مخزونات الخام، نتيجة هبوط صافي الواردات إلى مستويات قياسية، بالتزامن مع قفزة في الصادرات لأعلى مستوياتها منذ ما يقرب من عامين.
ورغم هذا الدعم الإيجابي للأسعار، فإن ارتفاع مخزونات المقطرات بمقدار 4 ملايين برميل – مقارنة بتوقعات بزيادة قدرها مليون برميل فقط – أثار القلق بشأن ضعف الطلب المحلي على المنتجات البترولية.
التوترات الجيوسياسية تضيف ضغوطًا جديدة
التوترات بين روسيا وأوكرانيا تواصل إلقاء بظلالها على الأسواق، حيث استهدفت طائرات مسيرة أوكرانية منشآت نفطية روسية حيوية.
وفي المقابل، أعلنت وزارة المالية الروسية عن تدابير لحماية الموازنة العامة من تقلبات الأسعار والعقوبات الغربية، في محاولة للحفاظ على استقرار الإيرادات الحكومية رغم التحديات الخارجية.
تأثير خفض الفائدة الأمريكية
رغم قرار خفض الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والذي كان من المتوقع أن يدعم أسعار النفط عبر تحفيز النشاط الاقتصادي، إلا أن المخاوف بشأن تباطؤ النمو والطلب في الولايات المتحدة لا تزال تضغط على السوق، مما يحد من مكاسب الخام ويزيد من احتمالات استمرار التقلبات السعرية خلال الفترة المقبلة.