شهدت الأسواق العالمية حالة من الانتعاش اليوم الجمعة، حيث ارتفعت معظم المؤشرات الرئيسية متجهة نحو تحقيق مكاسب أسبوعية قوية، بدعم مباشر من قرارات عدد من البنوك المركزية التي أعلنت خفض أسعار الفائدة خلال الأيام الماضية.
وكان قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية الشرارة التي أشعلت موجة التفاؤل في الأسواق، لاسيما وأنه يأتي بعد فترة من الترقب الحذر من قبل المستثمرين.
وتزامن ذلك مع تحركات مماثلة من قبل كندا والنرويج، مما عزز التوقعات بأن السياسة النقدية العالمية دخلت مرحلة جديدة تستهدف دعم النمو وتحفيز الاستثمار في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة.
صعود الأسهم الأمريكية
في وول ستريت، واصلت المؤشرات الأمريكية تسجيل مكاسب متتالية، حيث ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.11% ليصل إلى 46,192.35 نقطة، بينما صعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.24% ليغلق عند 6,647.74 نقطة.
أما مؤشر ناسداك المركب فقد حقق ارتفاعًا أكبر نسبيًا بلغ 0.44% مسجلاً 22,570.26 نقطة، في استمرار لمستويات الإغلاق القياسية التي شهدتها الجلسة السابقة.
أداء الأسواق الأوروبية واليابانية
في أوروبا، ارتفع مؤشر ستوكس للأسهم بنسبة طفيفة بلغت 0.02%، لكنه ظل على المسار نحو تحقيق مكاسب أسبوعية بلغت 0.05%.
وعلى الجانب الآخر، تراجع مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 0.57%، بعد إعلان بنك اليابان خططه لبيع بعض الأصول عالية المخاطر، وهو ما خلق موجة من الحذر لدى المستثمرين المحليين.
المؤشرات العالمية للأسهم
ارتفع المؤشر العالمي للأسهم الصادر عن MSCI بنسبة 0.12% ليصل إلى 980.42 نقطة، محافظًا على قربه من أعلى مستوى تاريخي له، ومتجهًا نحو مكاسب أسبوعية قدرها 0.85%، وهو ما يعكس حالة التفاؤل السائدة في الأسواق العالمية.
تأثير قرارات الفائدة على شهية المستثمرين
يرى محللون أن قرارات خفض الفائدة الأخيرة دفعت المستثمرين لضخ مزيد من السيولة في الأسواق. وقال أميلي ديرامبور، مدير محفظة الأصول المتعددة في شركة “أموندي”، إن المرحلة المقبلة ستشهد زيادة الأوزان الاستثمارية في الأسهم ضمن المحافظ المالية، مع بقاء احتمالات بعض التذبذبات قائمة.
ورغم أن الفيدرالي الأمريكي لم يلتزم بمسار محدد للخفض المستقبلي، فإن المستثمرين استقبلوا القرار كإشارة إيجابية على مرونة السياسة النقدية.
أسواق السندات والعملات
على صعيد السندات، ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات بمقدار 1.2 نقطة أساس ليسجل 4.116%، بينما تراجع العائد على السندات لأجل عامين بمقدار 0.3 نقطة أساس إلى 3.565%.
أما في أسواق العملات، فقد صعد مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة الثالثة على التوالي بنسبة 0.22% إلى 97.56 نقطة. وارتفع الدولار مقابل الفرنك السويسري بنسبة 0.27%، بينما تراجع أمام الين الياباني بنسبة 0.11%. كما سجل اليورو انخفاضًا بنسبة 0.22%، والجنيه الإسترليني تراجع بنسبة 0.45% بعد قرار بنك إنجلترا تثبيت أسعار الفائدة وخفض وتيرة بيع السندات الحكومية.
مخاوف من الفجوة بين الأسهم والسندات
رغم موجة التفاؤل الحالية، حذر بنك التسويات الدولية من أن المستويات القياسية للأسهم العالمية تبدو متباعدة عن مؤشرات سوق السندات، التي تعكس مخاوف متزايدة بشأن أعباء الديون الحكومية.
ومع ترقب الأسواق لمكالمة مرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج، تظل السياسة النقدية المحرك الرئيسي لموجة الصعود الحالية.