تشهد مصر خلال الساعات المقبلة حالة من التقلبات الجوية التي أوضحتها الهيئة العامة للأرصاد الجوية، حيث أكدت الهيئة في أحدث بياناتها أن صور الأقمار الصناعية رصدت تكاثراً ملحوظاً في السحب المنخفضة والمتوسطة على مناطق متعددة من السواحل الشمالية، خاصة في نطاق محافظة مطروح ومدينة العلمين والإسكندرية.

وأشارت الهيئة إلى أن تلك السحب من المتوقع أن تتطور خلال فترات الليل وتمتد حتى يوم غدٍ السبت الموافق 20 سبتمبر 2025، لتصاحبها فرص هطول أمطار متفاوتة الشدة قد تكون غزيرة في بعض الأوقات على المدن الساحلية. هذه الأجواء الخريفية المبكرة تعد مؤشراً على بدء تغير الفصول وتهيؤ الطقس للدخول في مرحلة مختلفة مع اقتراب فصل الشتاء.
أمطار متفاوتة ورياح نشطة على البحر المتوسط
أكدت الأرصاد أن الأمطار المتوقعة ستكون غير منتظمة من حيث التوزيع الجغرافي أو الغزارة، فقد تسقط بشكل خفيف إلى متوسط على بعض المناطق بينما تشتد على أخرى، ما يستدعي الحذر من المواطنين خاصة في المناطق المنخفضة أو القريبة من المسطحات المائية.
وأضافت الهيئة أن الأمطار قد تتزامن مع نشاط ملحوظ للرياح على مسطح البحر المتوسط، وهو ما قد يؤدي إلى اضطراب واضح في حركة الملاحة البحرية، الأمر الذي يستدعي من الصيادين وقائدي المراكب الصغيرة توخي الحذر وتأجيل أي رحلات بحرية غير ضرورية خلال هذه الفترة.
وتابعت الهيئة موضحة أن الرياح النشطة ستزيد من إحساس المواطنين ببرودة الطقس خاصة خلال ساعات الليل المتأخرة، وقد تتسبب في إثارة بعض الرمال والأتربة على المناطق المكشوفة، وهو ما قد يحد من مستوى الرؤية الأفقية على الطرق السريعة المؤدية إلى المحافظات الساحلية.
دعوة لتوخي الحذر والإجراءات الوقائية
ونبهت هيئة الأرصاد الجوية إلى ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة في ظل هذه الظروف الجوية المتقلبة، حيث أوصت بعدم ركن السيارات أسفل اللوحات الإعلانية أو الأشجار الكبيرة في المناطق المتوقع سقوط أمطار غزيرة بها، تجنباً لوقوع حوادث ناتجة عن الرياح القوية أو تجمعات المياه.
كما طالبت المواطنين المتواجدين في المدن الساحلية بارتداء ملابس مناسبة تحمي من البلل والبرودة ليلاً، خاصةً أن انخفاض درجات الحرارة مع الأمطار والرياح قد يسبب إزعاجاً صحياً لمرضى الصدر أو الأطفال وكبار السن. وأشارت الهيئة إلى أن سائقي المركبات على الطرق السريعة عليهم تخفيف السرعة وترك مسافة أمان كافية تحسباً لانخفاض مستوى الرؤية في أوقات الأمطار أو الرياح المثيرة للأتربة.
وأوضحت الهيئة أن هذه الحالة الجوية ليست استثنائية، بل تأتي ضمن الطبيعة المناخية لمصر خلال هذه الفترة من العام، حيث تتكرر حالات التقلب بين الاستقرار وعدم الاستقرار مع دخول النصف الثاني من سبتمبر، مؤكدة أن متابعة النشرات الجوية الرسمية تمثل الوسيلة الأمثل لمعرفة المستجدات أولا بأول.
الأرصاد: الوضع تحت المراقبة المستمرة
في ختام تقريرها، شددت هيئة الأرصاد الجوية على أن الوضع الجوي يخضع لمتابعة دقيقة عبر الأقمار الصناعية والرادارات المتطورة، مؤكدة أنها ستصدر بيانات تحديثية بشكل مستمر لإعلام المواطنين والجهات المعنية بأي تغيرات طارئة قد تطرأ خلال الساعات المقبلة.
كما ناشدت الهيئة مختلف وسائل الإعلام الالتزام بنقل المعلومات الرسمية فقط لتفادي انتشار الشائعات أو الأخبار غير الدقيقة التي قد تسبب حالة من القلق أو الارتباك بين المواطنين.
وتؤكد هذه التوقعات أن مصر مقبلة على فترة انتقالية في أحوال الطقس، حيث تبدأ السماء في اكتساب ملامح الخريف عبر السحب الممطرة والرياح المعتدلة، وهو ما يذكر بأهمية التعايش مع التغيرات الجوية المتكررة والاستعداد لها عبر إجراءات وقائية بسيطة، لكن فعّالة، من شأنها أن تقلل من تأثيراتها السلبية على الحياة اليومية للمواطنين والمجالات الاقتصادية المرتبطة بالطقس، وعلى رأسها الملاحة والصيد.