تشهد أسواق النفط العالمية حالة من الترقب والانتعاش الطفيف، بعد أن نجحت أسعار الخام في تعويض بعض الخسائر التي تكبدتها الأسبوع الماضي. يأتي ذلك وسط متابعة دقيقة من المستثمرين لتداعيات العقوبات الأوروبية المرتقبة على صادرات النفط الروسية، بالإضافة إلى تصاعد حدة الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية للطاقة داخل الأراضي الروسية.
وتفرض هذه التطورات الجيوسياسية، إلى جانب مواقف القوى الكبرى كأمريكا والصين، واقعًا جديدًا على سوق النفط، وتدفع المستثمرين إلى إعادة تقييم توقعاتهم حيال حركة الأسعار خلال الفترة المقبلة.

تعافي أسعار النفط بعد أسبوع من الخسائر
سجل خام “برنت” ارتفاعًا ليتداول فوق مستوى 67 دولارًا للبرميل، بعد أن كان قد تراجع بنسبة 0.5% في الأسبوع الماضي. كما استقر خام “غرب تكساس الوسيط” قرب مستوى 63 دولارًا للبرميل، في إشارة إلى عودة الثقة تدريجيًا إلى السوق بعد موجة البيع الأخيرة.
العقوبات الأوروبية تضيق الخناق على صادرات روسيا
تستعد أوروبا لفرض حزمة جديدة من العقوبات تستهدف نحو 12 شركة صينية وعدد من الشركات الهندية، في محاولة للحد من عائدات روسيا النفطية. ويأتي ذلك في إطار مساعي مجموعة السبع لاستمرار تدفق النفط للأسواق العالمية مع تقليص إيرادات الكرملين، عبر آلية سقف الأسعار التي تم وضعها منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية.
دعوات أمريكية لوقف استيراد النفط الروسي
جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعوته للدول الأوروبية لوقف شراء النفط الروسي بشكل كامل، في حين أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن واردات فرنسا من النفط الروسي تمثل نسبة هامشية لا تؤثر على أمن الطاقة لبلاده.
تصاعد الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية الروسية
على الصعيد العسكري، أعلنت أوكرانيا تنفيذ هجمات استهدفت خط أنابيب رئيسي ومصفاتين داخل روسيا، في إطار تصعيدها لاستخدام الطائرات المسيّرة مؤخرًا. هذه التطورات تزيد من المخاطر الجيوسياسية وتضع ضغوطًا إضافية على الإمدادات العالمية.
استقرار نسبي في نطاق التداول
ورغم هذه الأحداث، لا تزال أسعار الخام تتحرك ضمن نطاق ضيق يبلغ حوالي 5 دولارات منذ بداية أغسطس، إذ يوازن المستثمرون بين توقعات زيادة الإمدادات العالمية لاحقًا هذا العام والمخاطر الجيوسياسية المستمرة.
تهدئة التوترات بين واشنطن وبكين
وساهمت المحادثات التي جرت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج في تهدئة التوترات بين أكبر مستهلكين للنفط عالميًا، ما خفف المخاوف من فرض رسوم أمريكية على الصين بسبب استمرارها في شراء الخام الروسي.