تشهد أسواق النفط العالمية ضغوطًا متزايدة مع استمرار التراجع لليوم الخامس على التوالي، في ظل مخاوف من تفاقم فائض المعروض بالتزامن مع استئناف ضخ النفط عبر خط أنابيب كردستان – تركيا، بعد اتفاق بين بغداد والإقليم الكردي.
ويأتي هذا التراجع في وقت تزداد فيه حالة عدم اليقين بشأن توقعات الطلب العالمي مع اقتراب نهاية عام 2025، وسط الضغوط الاقتصادية العالمية وتوسع استخدام السيارات الكهربائية، ما يزيد من الضبابية حول مستقبل أسعار الطاقة في المدى القريب.
أسعار النفط اليوم
سجلت العقود الآجلة لخام برنت تراجعًا بنسبة 0.4% لتصل إلى 66.25 دولارًا للبرميل، في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بالنسبة نفسها ليسجل 61.99 دولارًا للبرميل.
وبذلك يكون العقدان قد تكبدا خسائر تقترب من 4% خلال خمس جلسات متتالية، وهو ما يعكس الضغوط القوية التي تتعرض لها الأسواق.
اتفاق بغداد وكردستان واستئناف الإمدادات
كشفت مصادر نفطية أن حكومتي بغداد وإقليم كردستان العراق توصلا إلى اتفاق مع شركات النفط لاستئناف صادرات الخام عبر الأراضي التركية، وهو ما سمح بعودة نحو 230 ألف برميل يوميًا إلى الأسواق العالمية بعد توقف دام منذ مارس 2023.
وقالت كبيرة المحللين في مجموعة بورصات لندن، آنه فام، إن إعادة تشغيل خط الأنابيب ساهمت في زيادة الضغوط على الأسعار، خاصة مع غياب مؤشرات على ارتفاع كبير في الطلب خلال الربع الأخير من العام.
ضغوط المعروض وتباطؤ الطلب العالمي
تتجه سوق النفط العالمية إلى مواجهة فائض معروض متزايد بالتوازي مع تباطؤ الطلب، نتيجة تسارع انتشار السيارات الكهربائية والضغوط الاقتصادية الناتجة عن الرسوم الجمركية المفروضة بين الاقتصادات الكبرى.
وأشارت وكالة الطاقة الدولية في أحدث تقاريرها الشهرية إلى أن المعروض العالمي من النفط مرشح للارتفاع بوتيرة أسرع خلال العام الحالي، مع توقعات باتساع الفائض بحلول 2026 مدفوعًا بزيادة إنتاج تحالف أوبك+ ونمو الإمدادات من خارج المنظمة.
المخاطر الجيوسياسية
ورغم الصورة السلبية للطلب، تبقى المخاطر الجيوسياسية حاضرة على الساحة العالمية، حيث تترقب الأسواق قرار الاتحاد الأوروبي بشأن تشديد العقوبات على النفط الروسي، إلى جانب متابعة احتمالات التصعيد في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما قد يغير اتجاه الأسعار بشكل مفاجئ.
بيانات المخزونات وصادرات الدول
أظهر استطلاع أولي أجرته وكالة “رويترز” أن مخزونات النفط الخام الأمريكية ارتفعت خلال الأسبوع الماضي، في حين يتوقع انخفاض مخزونات البنزين ونواتج التقطير، ما قد يوازن جزءًا من الضغوط الحالية على الأسعار.
كما أظهرت بيانات جودي أن صادرات السعودية من النفط الخام في يوليو هبطت إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر، في حين رفع العراق صادراته وفق اتفاق “أوبك+” في إشارة إلى التزامه بخطط الإنتاج الجماعية.