شهدت سوق الصرف المصرية تغيرات ملحوظة خلال تعاملات اليوم الجمعة 26 سبتمبر 2025، حيث أعلنت البيانات الصادرة عن البنك المركزي المصري عبر موقعه الرسمي تسجيل انخفاض في أسعار معظم العملات الأجنبية والعربية أمام الجنيه المصري مقارنة بمستوياتها السابقة، ويأتي هذا التراجع ليعكس حالة من الهدوء النسبي في سوق النقد المحلية مع تزايد مراقبة المستثمرين للأوضاع الاقتصادية العالمية والمحلية على حد سواء.
تحركات أسعار العملات الأجنبية

سجلت العملات الأجنبية الرئيسية تراجعًا ملحوظًا في تعاملات اليوم، وهو ما اعتبره بعض الخبراء مؤشرًا على تحسن نسبي في أداء الجنيه المصري في مواجهة الضغوط الخارجية، بينما يرى آخرون أن التراجع قد يكون مؤقتًا نظرًا للتقلبات التي تشهدها الأسواق العالمية.
ووفقًا لأحدث بيانات البنك المركزي المصري، فقد جاءت أسعار العملات الأجنبية في ختام اليوم كالتالي:
سعر الدولار الأمريكي: 48.07 جنيه للشراء، و48.17 جنيه للبيع.
سعر اليورو الأوروبي: 56.44 جنيه للشراء، و56.57 جنيه للبيع.
سعر الجنيه الإسترليني: 64.57 جنيه للشراء، و64.72 جنيه للبيع.
سعر اليوان الصيني: 6.74 جنيه للشراء، و6.76 جنيه للبيع.
ويلاحظ أن سعر الدولار الأمريكي، العملة الأكثر تداولًا عالميًا، شهد انخفاضًا طفيفًا مقارنة بتعاملات الأمس، الأمر الذي يعكس تأثير التحركات في أسواق العملات العالمية، خاصة مع التقلبات في أسعار الفائدة الأمريكية وتذبذب أسعار النفط.
أسعار العملات العربية أمام الجنيه المصري
أما على صعيد العملات العربية، فقد أظهرت البيانات الرسمية الصادرة عن البنك المركزي المصري استمرار تراجعها أمام الجنيه خلال تعاملات الخميس، حيث جاءت الأسعار على النحو التالي:
سعر الريال السعودي: 12.81 جنيه للشراء، و12.84 جنيه للبيع.
سعر الدينار الكويتي: 157.37 جنيه للشراء، و157.75 جنيه للبيع.
سعر الدرهم الإماراتي: 13.08 جنيه للشراء، و13.76 جنيه للبيع.
ويُلاحظ أن الدينار الكويتي ما يزال يحتفظ بصدارة العملات العربية من حيث القوة الشرائية أمام الجنيه المصري، بينما سجل الريال السعودي والدرهم الإماراتي انخفاضًا طفيفًا، وهو ما يتماشى مع التغيرات التي تشهدها الأسواق الخليجية خلال الفترة الأخيرة.
المشهد الاقتصادي
يرى خبراء الاقتصاد أن التغيرات الحالية في أسعار العملات الأجنبية والعربية مرتبطة بعدة عوامل، أبرزها:
1- حركة أسواق المال العالمية، حيث يتأثر الجنيه المصري كغيره من عملات الأسواق الناشئة بتقلبات أسعار الدولار عالميًا.
2- الظروف الاقتصادية الداخلية، إذ تتابع الحكومة المصرية تنفيذ برامج إصلاح اقتصادي لتعزيز استقرار العملة المحلية وتحفيز الاستثمارات.
3- تأثير السياحة والتحويلات، التي تُعد من المصادر الأساسية للعملة الصعبة داخل السوق المصري.
كما أشار عدد من المحللين إلى أن التراجع في أسعار العملات الأجنبية قد يمنح بعض الارتياح المؤقت للأسواق، لكنه يتطلب استقرارًا طويل الأمد من خلال زيادة الإنتاج المحلي وتحقيق التوازن في ميزان المدفوعات.
نظرة مستقبلية
يتوقع خبراء المال أن تستمر حالة التذبذب في أسعار العملات خلال الفترة المقبلة في ظل استمرار حالة عدم اليقين بالأسواق العالمية، خصوصًا مع متابعة المستثمرين لقرارات البنوك المركزية الكبرى بشأن أسعار الفائدة.
وفي المقابل، فإن أي تحسن في التدفقات الدولارية إلى مصر عبر السياحة، الاستثمارات الأجنبية أو الصادرات قد يسهم في تعزيز الجنيه أمام العملات الأخرى.
في النهاية، يمكن القول إن تحركات أسعار العملات اليوم الخميس عكست مزيجًا من العوامل الداخلية والخارجية، مع بقاء الجنيه المصري في مواجهة مستمرة مع التحديات الاقتصادية العالمية.