شهدت البورصة المصرية حالة من التباين في أداء مؤشرات جلسة أمس الخميس، حيث اتسمت التحركات بين صعود ملحوظ لمؤشرات الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتراجع نسبي للمؤشر الرئيسي الذي يقيس أداء أكبر 30 شركة مقيدة، ما انعكس على خسائر في رأس المال السوقي تجاوزت 4 مليارات جنيه.
تراجع المؤشر الرئيسي يقود ضغوط بيعية

أنهى المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية «إيجي إكس 30» تعاملات الجلسة متراجعًا بنسبة 0.77%، ليغلق عند مستوى 35,671 نقطة، متأثرًا بضغوط بيعية من جانب المستثمرين على بعض الأسهم القيادية. كما انخفض مؤشر «إيجي إكس 30 محدد الأوزان» بنسبة 0.67% مسجلاً 43,893 نقطة، في حين فقد مؤشر «إيجي إكس 30 للعائد الكلي» نحو 0.77% ليستقر عند 16,035 نقطة.
هذه التراجعات تعكس استمرار حالة الحذر في تعاملات المستثمرين الأجانب والمؤسسات، خاصة مع اتجاه بعض المحافظ المالية إلى جني الأرباح بعد المكاسب الكبيرة التي تحققت خلال الجلسات السابقة.
صعود مؤشرات الأسهم الصغيرة والمتوسطة
في المقابل، أظهر أداء الشركات الصغيرة والمتوسطة نشاطًا لافتًا خلال تعاملات الجلسة، حيث ارتفع مؤشر «إيجي إكس 70 متساوي الأوزان» بنسبة 1.24% ليغلق عند 10,755 نقطة، مدعومًا بموجة شرائية من المستثمرين الأفراد. كما صعد مؤشر «إيجي إكس 100 متساوي الأوزان» بنحو 0.82% ليصل إلى 14,260 نقطة.
ويرى محللون أن هذا الأداء يعكس اهتمام المتعاملين بالأسهم الصغيرة ذات الأسعار الجذابة، خاصة بعد تراجع الأسهم القيادية التي تمثل الوزن الأكبر في المؤشر الرئيسي، مما دفع المتداولين إلى تنويع استثماراتهم نحو قطاعات وأسهم بديلة.
رأس المال السوقي يفقد 4.280 مليار جنيه
على صعيد القيمة السوقية، خسر رأس المال السوقي نحو 4.280 مليار جنيه في ختام الجلسة، ليغلق عند مستوى 2.525 تريليون جنيه تقريبًا، مقارنة بنحو 2.530 تريليون جنيه في الجلسة السابقة. هذا التراجع الطفيف يعكس التباين بين الضغوط البيعية على الأسهم الكبرى، مقابل الارتفاع النسبي للأسهم الأصغر حجمًا.
اللافت أن خسائر جلسة الخميس جاءت بعد يوم واحد فقط من صعود قوي للبورصة، حيث كانت مؤشرات السوق قد أنهت تعاملات الأربعاء على ارتفاع جماعي، وربح رأس المال السوقي خلال تلك الجلسة ما يقرب من 36.386 مليار جنيه ليصل إلى مستوى 2.530 تريليون جنيه. ويؤكد هذا التذبذب أن السوق يمر بمرحلة من التقلبات، ترتبط بتغيرات السيولة الداخلة والخارجة، إلى جانب تباين استراتيجيات المستثمرين ما بين الشراء الانتقائي وجني الأرباح.
نظرة مستقبلية
يرى خبراء سوق المال أن استمرار التباين في أداء المؤشرات أمر طبيعي في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة، مشيرين إلى أن الأسهم القيادية لا تزال قادرة على دعم السوق في حال عودة السيولة المؤسسية، بينما يمثل نشاط الأسهم الصغيرة فرصة للمستثمرين الأفراد الباحثين عن مكاسب سريعة.
كما توقعوا أن يشهد السوق خلال الجلسات المقبلة محاولات جديدة لاختبار مستويات المقاومة للمؤشر الرئيسي، مع احتمالية عودة الارتفاعات إذا ما دعمتها أخبار اقتصادية إيجابية أو تدفقات استثمارية جديدة.
وبوجه عام، عكست جلسة الخميس صورة واضحة لتنوع سلوك المتعاملين في البورصة المصرية، بين حذر المؤسسات في مواجهة التحديات الاقتصادية، واندفاع الأفراد نحو استغلال الفرص الاستثمارية في الأسهم الأقل تكلفة.