يعيش سوق الذهب العالمي حالة من الزخم القوي مع اقتراب المعدن النفيس من تسجيل سادس مكاسبه الأسبوعية على التوالي، مدفوعاً بتزايد الطلب على الملاذات الآمنة في ظل التوترات الجيوسياسية العالمية، وارتفاع تدفقات الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2022.
ويأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه حدة المخاطر السياسية والاقتصادية على الساحة الدولية، حيث أطلق دبلوماسيون أوروبيون تحذيرات صارمة للكرملين بشأن الانتهاكات الجوية الروسية، فيما واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصعيد الحرب التجارية عبر فرض تعريفات جمركية جديدة طالت قطاعات حيوية.
وعززت هذه العوامل مجتمعة الإقبال على الذهب كأحد أهم أدوات التحوط والاستثمار الآمن، ما دفع أسعاره للارتفاع إلى مستويات غير مسبوقة تاريخياً.
الذهب عند مستويات تاريخية
سجل الذهب الفوري تداولات قرب 3744 دولاراً للأونصة، بارتفاع يتجاوز 1% خلال الأسبوع الجاري، بعدما لامس مستوى 3791 دولاراً يوم الثلاثاء، وهو من أعلى المستويات على الإطلاق.
ومع استمرار هذا الأداء القوي، يتجه الذهب نحو تسجيل ثالث إغلاق ربعي متتالٍ على صعود، وهو ما يعكس الثقة المتزايدة لدى المستثمرين في المعدن النفيس.
البنوك المركزية وتخفيضات الفائدة تدعم الأسعار
استفاد المعدن الأصفر من مشتريات البنوك المركزية الكبرى، إلى جانب السياسة النقدية التيسيرية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي خفض أسعار الفائدة مؤخراً. وأكدت ميشيل بومان، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أن التضخم بات قريباً من المستويات المستهدفة، ما يتيح المجال لمزيد من التخفيضات مستقبلاً، خاصة مع ضعف سوق العمل، وهو ما يشكل دعماً إضافياً للذهب على المدى المتوسط.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
لم يقتصر الصعود على الذهب فحسب، إذ واصلت الفضة أداءها الإيجابي مخترقة حاجز 45 دولاراً للأونصة للمرة الأولى منذ 2011 قبل أن تتراجع قليلاً إلى 44.96 دولاراً. كما ارتفع البلاتين متجاوزاً 1545 دولاراً للأونصة مسجلاً أعلى مستوى منذ 2013، فيما يقترب البلاديوم من تحقيق مكاسب أسبوعية تقارب 10%.
توقعات استمرار الزخم الصعودي
توقعت مؤسسات مالية كبرى مثل “جولدمان ساكس” استمرار الاتجاه الصعودي للذهب خلال الفترة المقبلة، خاصة مع استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية وتصاعد التوترات الجيوسياسية، وهو ما قد يدفع المعدن النفيس لتسجيل مستويات قياسية جديدة خلال الربع الأخير من 2025.