تشهد أسواق الطاقة العالمية حالة من الترقب الحذر مع بداية تعاملات اليوم الأربعاء 1 أكتوبر 2025، بعدما سجلت أسعار النفط ومشتقاته ارتفاعات طفيفة، في وقت تتزايد فيه المخاوف من توازنات العرض والطلب على المستوى الدولي.
ويأتي هذا الارتفاع المحدود وسط أنباء عن اجتماع مرتقب لتحالف “أوبك+” قد يسفر عن زيادة جديدة في الإنتاج، إلى جانب إعلان العراق استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان بعد توقف دام أكثر من عامين ونصف. وبين هذه التطورات، يبقى المشهد النفطي العالمي متأثرًا بعوامل جيوسياسية واقتصادية متشابكة، أبرزها الهجمات الأوكرانية بالطائرات المسيّرة على المصافي الروسية، وتوقعات تباطؤ الطلب العالمي.
ارتفاع أسعار النفط في بداية التعاملات
سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ارتفاعًا طفيفًا ليصل إلى 62.62 دولارًا للبرميل، بزيادة قدرها 0.25 دولار أو ما يعادل 0.40%. كما صعد خام برنت القياسي إلى 66.31 دولارًا للبرميل، محققًا مكاسب بلغت 0.28 دولار بنسبة 0.42%، بحسب بيانات وكالة “بلومبرغ”.
تحركات في سوق المشتقات النفطية
لم تقتصر الزيادات على أسعار الخام فقط، بل شملت المشتقات النفطية أيضًا، حيث ارتفع سعر البنزين الأمريكي إلى 192.13 سنتًا للجالون بزيادة قدرها 0.10 سنت (0.05%)، وصعد زيت التدفئة إلى 231.75 سنتًا للجالون بارتفاع قدره 0.66 سنت (0.28%). أما الغاز الطبيعي فحقق أكبر المكاسب النسبية، إذ قفز إلى 3.35 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بزيادة قدرها 0.05 دولار (1.39%).
اجتماع مرتقب لتحالف أوبك+
تترقب الأسواق اجتماع “أوبك+” المزمع عقده يوم الأحد المقبل، والذي قد يتمخض عن رفع الإنتاج بما لا يقل عن 137 ألف برميل يوميًا، بحسب مصادر مطلعة لـ”رويترز”. وتعد هذه الخطوة إشارة مهمة للأسواق العالمية، لما لها من تأثير مباشر على توازن العرض والطلب.
استئناف صادرات النفط من كردستان العراق
أعلنت وزارة النفط العراقية استئناف صادرات الخام من إقليم كردستان عبر خط الأنابيب إلى تركيا، وذلك بعد توقف استمر أكثر من عامين ونصف. ويأتي هذا الاستئناف عقب التوصل إلى اتفاق مؤقت مع الجانب التركي، ما يضيف كميات إضافية من الخام إلى الأسواق العالمية في وقت حساس.
بين المخاطر الجيوسياسية وتباطؤ الطلب
يقف السوق العالمي أمام معادلة دقيقة بين مخاطر انقطاع الإمدادات، خاصة مع الهجمات الأوكرانية المتكررة على المصافي الروسية، وبين توقعات بوجود فائض في المعروض نتيجة تباطؤ الطلب العالمي على الخام. هذه العوامل تجعل اتجاه أسعار النفط خلال الفترة المقبلة رهينًا بنتائج اجتماع “أوبك+” وتطورات الأوضاع الجيوسياسية.