أنهت البورصة المصرية تعاملات جلسة أمس على ارتفاع ملحوظ في غالبية مؤشراتها، وسط تحركات نشطة للمستثمرين المصريين والأجانب الذين اتجهوا نحو الشراء، في الوقت الذي مالت فيه تعاملات المستثمرين العرب نحو البيع. هذا التباين في اتجاهات السيولة انعكس على أداء السوق، لكنه لم يمنع المؤشرات من تسجيل مكاسب متباينة، مع زيادة في رأس المال السوقي وارتفاع قيمة التداولات.

بلغت قيمة التداول خلال الجلسة نحو 5.1 مليار جنيه، فيما ارتفع رأس المال السوقي للأسهم المقيدة بمقدار 4 مليارات جنيه ليغلق عند مستوى 2.589 تريليون جنيه، وهو ما يعكس استمرار حالة الثقة النسبية في السوق على الرغم من بعض التذبذبات العرضية التي ظهرت في جلسات سابقة.
أداء المؤشرات الرئيسية: مكاسب متفاوتة
سجل المؤشر الرئيسي “إيجي إكس 30” ارتفاعًا طفيفًا بلغت نسبته 0.27% ليغلق عند مستوى 36769 نقطة، مدعومًا بأداء إيجابي لعدد من الأسهم القيادية التي استحوذت على اهتمام المستثمرين خلال الجلسة.
كما صعد مؤشر “إيجي إكس 30 محدد الأوزان” بنسبة 0.12% ليصل إلى مستوى 45101 نقطة، وهو ما يشير إلى توازن نسبي في حركة الأسهم الكبرى.
في السياق ذاته، قفز مؤشر “إيجي إكس 30 للعائد الكلي” بنسبة 0.28% مسجلاً 16529 نقطة، ليؤكد استمرار قوة السوق في جذب استثمارات الباحثين عن توزيعات الأرباح.
أما مؤشر الأسهم منخفضة التقلبات السعرية EGX35-LV فقد شهد تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.01% ليغلق عند 3999 نقطة، في إشارة إلى استمرار الحذر في بعض الأسهم الأقل نشاطًا والتي تتسم بتحركات محدودة.
مؤشرات الشركات المتوسطة والصغيرة: استقرار نسبي وصعود محدود
على صعيد آخر، استقر مؤشر “إيجي إكس 70 متساوي الأوزان” عند مستوى 11018 نقطة دون تغيير يذكر، وهو ما يعكس حالة من التوازن بين عمليات البيع والشراء في أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي عادة ما تشهد تقلبات أعلى مقارنة بالأسهم القيادية.
كما صعد مؤشر “إيجي إكس 100 متساوي الأوزان” بنسبة 0.06% ليغلق عند مستوى 14617 نقطة، محققًا مكاسب طفيفة تعكس وجود تحركات إيجابية محدودة في شريحة أكبر من الأسهم المدرجة.
أما مؤشر الشريعة الإسلامية فقد سجل أداءً مميزًا مقارنة بباقي المؤشرات، إذ ارتفع بنسبة 0.46% ليصل إلى 3674 نقطة، مدعومًا باهتمام المستثمرين بالأسهم المتوافقة مع أحكام الشريعة، والتي غالبًا ما تجذب شريحة محددة من المتعاملين المحليين والأجانب.
المشهد العام
المتابع لأداء البورصة المصرية يلاحظ أن السوق لا يزال يتحرك في نطاق إيجابي رغم وجود عمليات جني أرباح محدودة، خاصة في بعض الأسهم الصغيرة والمتوسطة. التحركات الشرائية من قبل المصريين والأجانب شكلت داعمًا رئيسيًا للمؤشرات، فيما لم تؤثر الضغوط البيعية من جانب المستثمرين العرب بشكل جوهري على اتجاهات السوق.
ويرى محللون أن زيادة قيمة التداولات لأكثر من 5 مليارات جنيه تعد إشارة إيجابية على استمرار السيولة النشطة، وهو ما يمنح السوق فرصة أكبر لتحقيق ارتفاعات إضافية في الجلسات المقبلة، خاصة إذا واصل المؤشر الرئيسي الحفاظ على مستوياته فوق 36 ألف نقطة.
كما أن المكاسب المسجلة في رأس المال السوقي تعزز الثقة لدى المستثمرين، وتؤكد أن البورصة المصرية لا تزال قادرة على جذب السيولة رغم التحديات الاقتصادية. ومع استمرار الأداء الجيد لعدد من الأسهم القيادية والقطاعات الحيوية، فإن التوقعات تشير إلى إمكانية استمرار هذا الاتجاه الصعودي على المدى القريب، مع احتمالية ظهور موجات من التباين والتذبذب الطبيعي نتيجة اختلاف استراتيجيات المتعاملين.