تشهد أسواق المحروقات في مصر حالة من الاستقرار مع بداية تعاملات اليوم الجمعة، حيث لم تصدر لجنة تسعير المواد البترولية أي قرارات جديدة بشأن تعديل الأسعار، لتظل الأسعار ثابتة عند مستوياتها المعلنة منذ أبريل الماضي.
ويأتي هذا الاستقرار في ظل ترقب واسع من المواطنين والسوق لقرارات الحكومة خلال شهر أكتوبر، خاصة بعد تصريحات رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بشأن احتمالية تحريك الأسعار مجددًا، وهو ما يجعل ملف الوقود على رأس اهتمامات الشارع المصري خلال الفترة الراهنة.
أسعار البنزين والسولار الحالية
بحسب آخر تحديث صدر في أبريل الماضي، جاءت أسعار المحروقات على النحو التالي:
- بنزين 80: 15.75 جنيه للتر
- بنزين 92: 17.25 جنيه للتر
- بنزين 95: 19.00 جنيه للتر
- السولار: 15.50 جنيه للتر
- الكيروسين: 15.50 جنيه للتر
- أسطوانة البوتاجاز (12.5 كجم): 200 جنيه
الفارق بين تكلفة الإنتاج وسعر البيع
قال مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، إن أسعار بنزين 95 تعد الأقرب إلى التكلفة الفعلية للإنتاج، ما يقلل من احتمالية حدوث تعديلات كبيرة على سعره، وينطبق الأمر نسبيًا على بنزين 92 و80.
لكن الوضع يختلف بالنسبة للسولار، الذي شهد ارتفاعًا كبيرًا في التكلفة بسبب الاعتماد على استيراد كميات ضخمة، ما زاد من نسبة المكونات المستوردة ورفع التكلفة النهائية، حيث لا يغطي سعر البيع المحلي سوى 60 إلى 70% فقط من التكلفة الحقيقية.
أسطوانات البوتاجاز ودور القرار السياسي
أشار يوسف إلى أن أسطوانة البوتاجاز تُباع في السوق المحلية بما يعادل نصف تكلفتها تقريبًا، مؤكدًا أن أي زيادة محتملة في سعرها ستظل مرتبطة بالقرار السياسي أكثر من كونها اقتصادية بحتة.
وتوقع أن تشهد أسعار السولار والبوتاجاز زيادات قد تتجاوز 10% خلال الفترة المقبلة لتقليص الفجوة مع التكلفة الفعلية.
تصريحات مدبولي حول الدعم الحكومي
في مؤتمر صحفي عقده الأسبوع الماضي بالعاصمة الإدارية، أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الزيادة المرتقبة في أسعار الوقود خلال أكتوبر الجاري قد تكون الأخيرة إذا استمرت الأسعار العالمية عند مستوياتها الحالية.
وأوضح أن الحكومة رصدت نحو 150 مليار جنيه في الموازنة العامة لدعم المحروقات والكهرباء، موزعة بواقع 75 مليار جنيه لكل قطاع، مشددًا على أن الدعم سيستمر حتى بعد أي تحريك للأسعار، باعتباره جزءًا من برنامج الإصلاح الاقتصادي وخطوة نهائية لتحقيق التوازن بين التكلفة وسعر البيع المحلي.