أعلن تحالف “أوبك+” اليوم الأحد عن خطوة جديدة في إطار سياسته الإنتاجية المتوازنة، حيث وافق على زيادة إضافية في إنتاج النفط بمقدار 137 ألف برميل يوميًا بدءًا من نوفمبر المقبل، في محاولة لتلبية الطلب العالمي المتنامي على الطاقة، ودعم استقرار الأسواق الدولية.
ويأتي هذا القرار في وقت تشهد فيه أسواق النفط العالمية حالة من التوازن النسبي بين العرض والطلب، مدعومة بتوقعات إيجابية بشأن النمو الاقتصادي العالمي، وتراجع المخزونات البترولية في العديد من الاقتصادات الكبرى، ما يعزز الرؤية المتفائلة لأعضاء التحالف حول مستقبل الأسعار في المدى المتوسط.
رؤية مستقرة للأسواق ودعم من انخفاض المخزونات البترولية
وقالت وزارة الطاقة السعودية إن القرار جاء استنادًا إلى “النظرة المستقرة للاقتصاد العالمي وأسس السوق الإيجابية”، مشيرة إلى أن انخفاض المخزونات البترولية عالميًا يعكس استمرار الطلب القوي على النفط الخام.
وأضافت الوزارة أن هذه الزيادة المحدودة تأتي في إطار سياسة تدريجية تهدف إلى ضمان استقرار السوق ومنع تقلبات الأسعار، مع الحفاظ على توازن دقيق بين مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء.
إعادة ضخ تدريجية لـ 1.65 مليون برميل يوميًا
وأوضح بيان “أوبك+” أن هذه الزيادة الجديدة تُعد جزءًا من خطة التحالف لإعادة ضخ تدريجي لشريحة من الإمدادات تبلغ 1.65 مليون برميل يوميًا، والتي كان قد تقرر تمديد خفضها الطوعي حتى نهاية عام 2025.
وكان التحالف قد بدأ الشهر الماضي بضخ 137 ألف برميل يوميًا إضافيًا كمرحلة أولى، في إطار خطة مدروسة لإعادة التوازن بين الإنتاج والطلب العالمي دون التسبب في تخمة نفطية قد تضغط على الأسعار.
اجتماع موسع بحضور كبار المنتجين لمراجعة أوضاع السوق
وشارك في الاجتماع وزراء النفط من السعودية، روسيا، العراق، الإمارات، الكويت، كازاخستان، الجزائر، وسلطنة عمان، لمراجعة أوضاع السوق النفطية وآفاقها المستقبلية.
وناقش الوزراء تطورات الطلب العالمي، وتأثير قرارات البنوك المركزية الكبرى، ووتيرة الانتعاش الاقتصادي في الصين والهند، باعتبارهما من أكبر مستهلكي الطاقة في العالم.
خيارات مرنة لمواجهة تغيرات السوق
وأكد البيان الختامي للتحالف أن “أوبك+” تحتفظ بخيار إعادة التخفيضات الطوعية البالغة 1.65 مليون برميل يوميًا “جزئيًا أو كليًا” في حال شهدت الأسواق تراجعًا في الطلب أو ضغوطًا على الأسعار، ما يعكس نهجًا مرنًا واستباقيًا في إدارة الإمدادات.
كما حدد التحالف الثاني من نوفمبر 2025 موعدًا للاجتماع المقبل لمراجعة مستجدات السوق واتخاذ أي قرارات إضافية عند الحاجة.
إنهاء تدريجي لتخفيضات 2023
يذكر أن “أوبك+” أنهت في أغسطس الماضي شريحة من التخفيضات الطوعية التي التزمت بها ثماني دول منذ عام 2023 بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا، حيث جرى حينها رفع الإنتاج بواقع 547 ألف برميل يوميًا كخطوة أولى نحو إعادة الحصص الإنتاجية تدريجيًا.
وتسعى المنظمة من خلال هذه الإجراءات إلى استعادة حصتها السوقية مع ضمان استقرار الأسعار وعدم الإضرار بمصالح المنتجين أو المستهلكين.
توجه إستراتيجي لاستقرار سوق الطاقة العالمية
تعكس قرارات “أوبك+” الأخيرة تمسك التحالف بسياسة المرونة الإنتاجية، التي تتيح له التحرك بسرعة وفق متغيرات السوق العالمية، سواء عبر زيادة الإنتاج أو تقليصه عند الحاجة.
كما تؤكد هذه الخطوات التزام المنظمة بضمان تدفق إمدادات مستقرة للأسواق العالمية، بما يدعم النمو الاقتصادي ويعزز الثقة في قطاع الطاقة خلال المرحلة المقبلة.