شهدت أسعار الفضة المحلية والعالمية خلال الأسبوع الماضي ارتفاعات قوية هي الأكبر منذ سنوات، في ظل مزيج من العوامل الاقتصادية العالمية، أبرزها تراجع الدولار الأمريكي وتنامي توقعات خفض الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إلى جانب زيادة الطلب الصناعي المتسارع على المعدن الأبيض في قطاعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة.
وكشف مركز “الملاذ الآمن” للأبحاث في تقريره الأسبوعي أن الزخم الشرائي القوي من المستثمرين الصناعيين والأفراد أسهم في دفع أسعار الفضة إلى مستويات غير مسبوقة منذ أغسطس 2011، في مشهد يعيد إلى الأذهان ذروة الصعود التاريخي للمعدن في العقد الماضي.
ارتفاعات محلية قياسية تعكس قوة الطلب الاستثماري
أوضح التقرير أن أسعار الفضة في السوق المحلية شهدت قفزات غير مسبوقة، حيث ارتفع جرام الفضة عيار 800 من 60 إلى 68 جنيهًا خلال أسبوع واحد، بينما سجل عيار 999 نحو 85 جنيهًا، وبلغ عيار 925 حوالي 79 جنيهًا.
كما استقر جنيه الفضة عيار 925 عند مستوى 632 جنيهًا، في حين اعتبر المركز أن هذه الزيادة تمثل أقوى ارتفاع أسبوعي منذ بداية عام 2025، مدفوعة بإقبال المستثمرين الصغار على اقتناء الفضة باعتبارها ملاذًا آمنًا ومنخفض التكلفة مقارنة بالذهب.
وأشار التقرير إلى أن حالة التذبذب في أسعار الذهب دفعت الكثيرين إلى تنويع محافظهم الاستثمارية بإضافة الفضة كعنصر استقرار وحماية من تقلبات الأسواق العالمية.
صعود عالمي مدفوع بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية
أما على الصعيد العالمي، فقد سجلت أسعار الأوقية من الفضة ارتفاعًا من 46 إلى 48 دولارًا خلال الأسبوع، لتغلق عند أعلى مستوياتها منذ أغسطس 2011، بنسبة صعود بلغت 4.4%.
ويرى خبراء المركز أن هذه القفزة جاءت نتيجة تزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال الاجتماعات المقبلة للاحتياطي الفيدرالي، ما يدعم الطلب على المعادن الثمينة ويضعف جاذبية الدولار.
وأضاف التقرير أن هذا الأداء يعيد إلى الأذهان الارتفاع التاريخي لعام 2011 عندما لامست الفضة مستوى 50 دولارًا للأوقية، وهو من أعلى مستوياتها على الإطلاق.
الطلب الصناعي يقود موجة الصعود العالمي
وبيّن التقرير أن الفضة تمتاز بخصائصها المزدوجة كمعدن استثماري وصناعي، إذ تُستخدم على نطاق واسع في صناعات الطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية والبنية التحتية الحديثة، وهو ما يجعلها عنصرًا أساسيًا في التحول نحو الاقتصاد الأخضر.
ووفقًا لتقديرات معهد الفضة العالمي (The Silver Institute)، بلغ الطلب الصناعي على الفضة خلال عام 2024 نحو 680.5 مليون أوقية، وسط استمرار العجز بين العرض والطلب للعام الخامس على التوالي، وهو ما ساهم في تعزيز الاتجاه الصعودي للأسعار.
الهند تدعم السوق العالمي قبيل موسم المهرجانات
وأشار التقرير إلى أن الهند لعبت دورًا محوريًا في دعم الطلب العالمي على الفضة خلال الأسابيع الأخيرة، إذ ضاعفت وارداتها من المعدن الأبيض في سبتمبر استعدادًا لموسم المهرجانات، وهو ما ساهم في تعزيز الطلب الفعلي على المعدن واستمرار ارتفاع الأسعار حتى الربع الأخير من عام 2025.
وأكد المركز أن استمرار هذا الزخم من شأنه أن يبقي أسعار الفضة قرب مستوياتها التاريخية، خاصة في ظل توقعات بزيادة الطلب الصناعي وتراجع المعروض العالمي خلال العام المقبل.