شهدت أسعار النفط العالمية اليوم حالة من الاستقرار النسبي، مع ترقب الأسواق لتداعيات قرار تحالف أوبك+ بزيادة محدودة في الإنتاج خلال شهر نوفمبر المقبل، مقابل مؤشرات واضحة على احتمال حدوث فائض في الإمدادات العالمية خلال الربع الأخير من عام 2025 والعام المقبل.
ويأتي هذا التطور بعد أن اختار التحالف، الذي يضم كلاً من السعودية وروسيا وعددًا من المنتجين الآخرين، رفع الإنتاج الجماعي بواقع 137 ألف برميل يوميًا فقط، وهي زيادة أقل من توقعات السوق التي كانت تشير إلى إمكانية رفع أكبر. هذه الخطوة تعكس نهجًا حذرًا وسط ظروف سوقية معقدة تشمل وفرة في المعروض وارتفاعًا متوقعًا في المخزونات العالمية، إضافة إلى تأثيرات العوامل الجيوسياسية.

أسعار النفط اليوم
- أنهت عقود خام برنت الجلسة منخفضة بمقدار سنتين فقط، أو 0.03%، لتسجل 65.45 دولارًا للبرميل.
- ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 4 سنتات، أو 0.06%، لتصل إلى 61.73 دولارًا للبرميل.
- أعلنت شركة أبوظبي الوطنية للبترول (أدنوك) تحديد سعر البيع الرسمي لخام مربان لشهر نوفمبر عند 70.22 دولارًا للبرميل، مرتفعًا من 70.10 دولارًا في أكتوبر.
زيادة إنتاج محدودة من أوبك+
رفع تحالف أوبك+ الإنتاج الجماعي بمقدار 137 ألف برميل يوميًا فقط بدءًا من نوفمبر، وهي زيادة محدودة مقارنة بالتوقعات. ويعكس هذا القرار حذر المنتجين في ظل توقعات بفائض عالمي خلال الربع الأخير من 2025 والعام المقبل.
وأكد أليكس هودس، محلل لدى StoneX، أن المعنويات في السوق لا تزال ضعيفة، خاصة بعد قرار السعودية الحفاظ على سعر البيع الرسمي لخامها الرئيسي إلى آسيا دون تغيير، على عكس توقعات المحللين بزيادته.
الطلب والإمدادات العالمية
ارتفع استهلاك الوقود في الهند بنسبة 7% على أساس سنوي خلال سبتمبر، وفق بيانات خلية التخطيط والتحليل البترولي الهندية ومن المتوقع أن يصل إنتاج النفط الأمريكي إلى 13.53 مليون برميل يوميًا هذا العام، متجاوزًا التقديرات السابقة البالغة 13.44 مليون برميل، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية و أشارت بيانات جيه بي مورجان إلى أن المخزونات العالمية، بما في ذلك النفط المخزن على متن السفن، ارتفعت أسبوعيًا في سبتمبر، وأضافت 123 مليون برميل خلال الشهر، وسط استمرار الصين في بناء احتياطياتها النفطية الاستراتيجية.
العوامل الجيوسياسية وتأثيرها على الأسعار
تستمر التوترات بين روسيا وأوكرانيا في دعم أسعار النفط عبر زيادة حالة عدم اليقين في الإمدادات. وقد توقفت وحدة التقطير الأكثر إنتاجية في مصفاة كيرشي الروسية بعد هجوم بطائرة مسيرة في 4 أكتوبر، ومن المتوقع أن يستغرق التعافي نحو شهر.
ويعزز هذا الحدث الجيوسياسي المخاوف من اضطرابات إضافية في الإمدادات الروسية.
نظرة السوق المستقبلية
ينتظر المستثمرون بيانات المخزونات الأمريكية التي سيصدرها المعهد الأمريكي للبترول، وسط توقعات بأن تحدد هذه البيانات اتجاه الأسعار خلال الأيام المقبلة.
وقال فيل فلين، المحلل الأول في Price Futures Group: “السوق الآن محاصر في نمط جانبي، في انتظار ما سيحدث مع المخزونات”، في إشارة إلى حالة الترقب والحذر التي تسود التداولات الحالية.